قدّم الأستاذ الجامعي التركي، علي إنجين أوبا، خلال حلقة نقاشية حول سوريا في منتدى طهران للحوار 2025، تحليلاً صريحاً أوضح فيه وجهة نظره. وفي حين وصف الوجود العسكري التركي في سوريا بأنه "غير صحيح"، أكد أن بلاده تسعى بصدق لإنهاء الأزمة الراهنة. وأشار أوبا إلى أن الأمن القومي يمثل أولوية لا يمكن إنكارها لأي دولة، موضحاً موقف تركيا في هذا الإطار، وأضاف: "مع ذلك، فإن قناعتنا الراسخة تقوم على ضرورة حل القضايا بالطرق السلمية". ووفقاً له، يجب أن يؤدي هذا المسار في نهاية المطاف إلى تشكيل سوريا واحدة وموحدة، حتى يتمكن شعبها من تحقيق السعادة والازدهار.
وأضاف علي إنجين أوبا: "إنه لمن دواعي فخري أن أكون هنا بحضور الأصدقاء الأعزاء؛ يجب أن تضعوا في اعتباركم أن تركيا بلد ذو طابع خاص وتاريخ عريق ومميز. لا أريد أن أستند إلى التاريخ، ولكن يجب أن نعلم أن المنطقة خضعت لثلاثمئة عام من الحكم العثماني التركي، وعندما عبر السوريون عن وجودهم، رحبت بهم تركيا بأذرع مفتوحة واعترفت بهويتهم المستقلة. إن وجود تركيا في هذه المنطقة يعد فرصة ومكسباً للسوريين يمكنهم من خلاله إنهاء أزمتهم التي عانوا منها لسنوات طويلة، ولا أعتقد أنه يمكن إيجاد حل بسهولة، وأرى أن القضية السورية ستظل مصدر إزعاج للمنطقة".
وتابع إنجين أوبا قائلاً: "لم يتمكن العرب من إيجاد وتقديم حل للمشكلة السورية؛ تماماً كما عجزوا عن حل القضية الفلسطينية؛ في حين دافع الإيرانيون دائماً عن القضية الفلسطينية". وأشار: "نحن مهتمون بتشكيل دولة واحدة في سوريا لا تشكل تحدياً أو خطراً على مصالحنا القومية في تركيا".
وصرح الأستاذ الجامعي التركي بأن: "هناك احتمال لتقسيم سوريا إلى أجزاء على أسس دينية وعرقية، ويجب استخدام الحلول السلمية بالأدوات السلمية لمواجهة التحديات في سوريا، بما يمكن أن يساعد في إقامة نظام حكم يخدم تركيا والعرب ودول الجوار والمنطقة ويحل التحديات. إن احتلال تركيا لسوريا ليس حقيقة؛ فتركيا تسعى لإنهاء الوضع الحالي والظروف المتأزمة في سوريا. إن أمن أي جهاز سياسي في أي دولة هو أمر بالغ الأهمية، ونحن نؤمن بضرورة حل المشكلات عبر السبل السلمية، وبتشكيل سوريا موحدة سينعم الشعب السوري بالسعادة".
وقال أيضاً: "لا أعتقد أن إسرائيل ستستمر بهذه السياسة؛ هدف إسرائيل هو تحقيق غايات دينية وأيديولوجية، وهذه هي القضية الأساسية. لقد أُجبرت إسرائيل على التراجع بسبب قوة موحدة وضغط أمريكي عليها. كانت علاقات إسرائيل مع تركيا جيدة، وسياستنا في تركيا مفهومة. لم يتمكن نتنياهو بعد من تحقيق أهدافه عبر السياسات الصهيونية وما زال بحاجة إلى السلطة".
واختتم إنجين أوبا بالقول: "بالنسبة لنا في تركيا، فإن تأمين حدودنا والسيطرة عليها أمر في غاية الأهمية، وأن نعلم أن الدولة السورية صديقة لنا ولا تهدد المصالح القومية التركية".