دراسة في السياسة الخارجية لترامب وتعاليم كيسنجر

منذ سنوات خلت، وفي حوار له مع الصحفية الإيطالية اللامعة أوريانا فالاتشي، قدّم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، تصورًا للمثال الأعلى الأمريكي. قال: إنني أعمل دائمًا بمفردي. والأمريكيون يستسيغون هذه السمة. إنهم يُعجبون براعي البقر الذي يقود القافلة منفردًا؛ راعي البقر الذي يدخل القرية وحيدًا، ويتجه إلى المدينة وحيدًا، لا يصطحب سوى فرسه. بل ربما حتى بدون مسدسه، لأنه لا يحتاج إلى إطلاق النار؛ فهذا الراعي يعمل بمفرده فحسب. وفي الحقيقة، إنه يمثل رمزًا للبطل الكلاسيكي في أفلام الغرب الأمريكي (الويسترن).
28 شوال 1446
رویت 66
حميد رضا حقيقت

1- ظاهرة تُدعى ترامب

منذ سنوات خلت، وفي حوار له مع الصحفية الإيطالية اللامعة أوريانا فالاتشي، قدّم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، تصورًا للمثال الأعلى الأمريكي. قال: "إنني أعمل دائمًا بمفردي. والأمريكيون يستسيغون هذه السمة. إنهم يُعجبون براعي البقر الذي يقود القافلة منفردًا؛ راعي البقر الذي يدخل القرية وحيدًا، ويتجه إلى المدينة وحيدًا، لا يصطحب سوى فرسه. بل ربما حتى بدون مسدسه، لأنه لا يحتاج إلى إطلاق النار؛ فهذا الراعي يعمل بمفرده فحسب. وفي الحقيقة، إنه يمثل رمزًا للبطل الكلاسيكي في أفلام الغرب الأمريكي (الويسترن)."

والآن، يُطرح هذا التساؤل: ألا يستحضر ما وصف به كيسنجر الشخصية المثالية للأمريكيين صورة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك؟

منذ اعتلاء ترامب سدة الحكم، نظر إليه الكثيرون بوصفه ظاهرة فريدة وغير مألوفة؛ رجل أعمال نرجسي وشعبوي أمسك بزمام قيادة القوة الاقتصادية والعسكرية الأعظم في العالم. ويبدو كأنه، بشخصيته المنفردة بالقرار والمعتمدة على الصلاحيات الرئاسية الواسعة، وفي هيئة "إمبراطور-رئيس"، يدير الولايات المتحدة كما لو كانت مؤسسة تجارية. ولا يبدو أن أعماله ترتكز على نظرية جلية ومحددة، وإنما، في أفضل الأحوال، وكما يذهب ستيفن والت، تنتمي إلى ضرب من "الواقعية النياندرتالية"، أو كما تقول فرح ستاكمان، تقوم على نوع من "الواقعية الفجة".

ولكن، إلى أي مدى تتسم هذه الانطباعات عن ترامب وسياساته بالدقة والشمول؟ وهل يتسنى إدارة دولة ذات أبعاد عالمية وبما تنطوي عليه الولايات المتحدة من تعقيدات دون أي سند نظري أو فكري؟ يبدو أن مثل هذه المزاعم تتسم بتبسيط مخل. ولعل الأجدر بنا، عوضًا عن الاكتفاء بهذه التأويلات الظاهرية، أن نسعى إلى استكشاف الجذور والمدخلات لذلك الأساس النظري الأعمق الذي يوجه مسار ترامب السياسي ويحدده. 

 2- ترامب والمنظّرون

لعلّ المسار الأمثل لاكتشاف ذلك الخيط النظري يتمثّل في سبر أغوار آراء المفكّرين الذين أثنوا جهرةً على سياسات ترامب. وفي هذا المضمار، يبدو أنّه ما من مفكّر أغدق على ترامب من الثناء بمقدار ما فعل هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.

ففي مقابلة له مع فريد زكريا، وصف كيسنجر ترامب بأنّه "الشخص الأكثر استثنائية" الذي صادفه طوال حياته؛ شخصٌ يبدو وكأن "لا عقبة تقف في طريقه"، وبمقدوره أن يُسجّل في التاريخ "باعتباره رئيسًا بالغ الأهمية".

إنّ إمعان النظر في بعض الإجراءات المفصلية التي اتّسمت بها حقبة رئاسة ترامب، ليكشف عن أوجه شبه جليّة مع المقاربات المعهودة لكيسنجر:

فعلى سبيل المثال، لم يكتفِ ترامب، من خلال دفعه بما عُرف بـ "اتفاقيات أبراهام"، بإزاحة القضية الفلسطينية عن أولويتها ومحوريتها السابقة في قضايا الشرق الأوسط وتقويض دورها الحاسم في المعادلات الإقليمية فحسب، بل استطاع أيضًا أن يُشكّل تحالفًا غير مسبوق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية ضد إيران، الأمر الذي مثّل تحوّلًا جذريًا في موازين القوى في المنطقة.

وفيما يتعلّق بمنهج ترامب تجاه روسيا، فقد أيّده كيسنجر صراحةً. إذ اعتبر هذا التقارب خطوة حصيفة لشقّ الصف بين الصين وروسيا، القوتين الرئيسيتين في "قلب الأرض" (الهارتلاند) وفق المنظور الجيوسياسي التقليدي؛ وهو نهج يماثل ما وظّفه هو نفسه إبّان رئاسة نيكسون لإضعاف الكتلة الشرقية.

وحتى عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، وخلافًا للتيار السائد، أوصى كيسنجر، بمقترح جريء ومثير للجدل، بأن تنهي أوكرانيا الأزمة عبر التنازل عن جزء من أراضيها؛ وهو مقترح يتحدّث عنه ترامب الآن أيضًا بجدّية ويعتبره مخرجًا للأزمة.

بناءً على هذه الشواهد والأمثلة المذكورة، تترسّخ فرضية اقتراب الإطار الفكري لترامب من نظريات كيسنجر. ويمهد هذا التقارب السبيل لتحليل مفاده أنّ سياسات ترامب ليست بالضرورة فاقدة للأسس أو مجرّد ردود أفعال، بل يمكن فهمها ودراستها ضمن إطار مذهبي أو رؤية خاصة للعالم، ولا سيّما من منظور واقعية كيسنجر. 

3- كيسنجر وترامب

تكمن القوة الفريدة لهنري كيسنجر في كونه ليس مجرد منظّر أكاديمي؛ بل هو سياسي محنك، ودبلوماسي بارز، والأهم من ذلك، مستشار ذو خبرة عميقة. هذا المزيج هو ما صاغ وجهات نظره بطريقة يسهل على السياسيين فهمها وتطبيقها. ويُقال إنه علّم ريتشارد نيكسون "نظرية الرجل المجنون"، ولربما يكون قد شجع أو أيّد هذا السلوك نفسه لدى ترامب اليوم.

ننتقل الآن إلى سبب ترجيحنا أن تصرفات ترامب يمكن تفسيرها في إطار نظرية كيسنجر. هناك عدة أسباب لهذه الفرضية:

أولاً، التركيز على النظام الدولي إلى جانب الأولوية الداخلية: في حين يعطي كيسنجر الأولوية للقضايا الداخلية الأمريكية، فإنه يولي أهمية قصوى للنظام الدولي. ويتبنى ترامب النهج نفسه؛ فعلى الرغم من شعارات "أمريكا أولاً"، انخرط بنشاط في قضايا دولية معقدة، لا سيما في النصف الثاني من فترة رئاسته. إذا لم تكن القضايا الدولية مهمة حقًا بالنسبة له، وكان تركيزه ينصب فقط على الداخل، فكيف يمكن تبرير هذا المستوى من التدخل في شؤون العالم؟

ثانياً، السعي نحو نظام مستقر ولكن ليس بالضرورة هيمني: يسعى كيسنجر إلى بناء نظام دولي مستقر. ويعتقد أن قوى جديدة ظهرت على الساحة العالمية تتحدى النظام القائم، وأن على الولايات المتحدة التحرك لإرساء نظامها المرغوب. هذا النظام المرغوب، وإن كان يضع الولايات المتحدة في موقع الريادة والمحورية، إلا أنه ليس هيمنياً بالضرورة؛ ذلك أن إدارة العالم بمفردها تفرض على الولايات المتحدة تكاليف تفوق طاقتها. النظام الذي يقترحه كيسنجر هو نوع من النظام الهيمني-التشاركي، حيث يجب على القوى الأخرى، مع قبولها دور الريادة الأمريكية، أن تقبل نصيبها ومسؤوليتها في صيانته وإدارته. من هذا المنظور، يجب أن تكون الولايات المتحدة إصلاحية تجاه النظام العالمي؛ لا محافظة تماماً ولا ثورية تماماً. ترامب أيضاً، شأنه شأن كيسنجر، وفي حين لا ينفي كلياً النظام العالمي (رغم انتقاده له)، يسعى من خلال منهج التفاوض القائم على التهديد إلى إجبار الدول الأخرى على دفع حصة أكبر من تكاليف هذا النظام وتحمل مسؤوليات أكبر.

ثالثاً، استخدام القوى الوكيلة الإقليمية: ربما كان كيسنجر من أوائل الاستراتيجيين الأمريكيين الذين عهدوا بجزء من مسؤولية الحفاظ على الأمن الإقليمي إلى قوى وكيلة (دركيين/قوى حامية)، مثل إيران في عهد الشاه. ويبدو أن ترامب يميل إلى هذا النمط ويرى فيه وسيلة لتقليل التكاليف والمسؤوليات الأمريكية المباشرة. على سبيل المثال، قال ترامب في تصريحاته الأخيرة: "إذا تفاوضت إيران معنا، فلن تهاجم إسرائيل إيران". وقبل ذلك، كان قد أعاد نشر تغريدة انتقدت نتنياهو بلهجة شديدة للغاية واتهمته بمحاولة جر أمريكا إلى حرب مع إيران. الاستنتاج من هذين الموقفين لترامب هو أنه من وجهة نظره، يجب على إسرائيل أن تعمل في إطار المصالح الأمريكية وأن تلعب دور "الوكيل" أو "حارس المصالح"، وليس العكس. من غير المقبول أن تدفع إسرائيل أمريكا نحو الحرب بينما تقف هي جانباً.

رابعاً، النهج البراغماتي وتجنب الحرب المكلفة: يتخذ كيسنجر موقفاً براغماتياً أساسياً من الحرب، ويقيّمها لا بناءً على مبادئ أخلاقية، بل على أساس التكلفة والفائدة؛ فالحرب مبررة فقط إذا كانت تكاليفها أقل من فوائدها المحتملة. يتبنى ترامب النظرة نفسها؛ فهو يتجنب الدخول في حروب مكلفة، لكنه لم ينفِ الحرب نفسها قط، بل يؤكد على "عدم جدواها الاقتصادية" في ظروف معينة. ومثل كيسنجر، يؤمن ترامب بـ "الدبلوماسية المدعومة بالقوة"؛ قوة يمكن أن تظهر في شكل تعريفات جمركية، أو عقوبات، أو تهديد عسكري. من المرجح أن تكون إجراءات مثل زيادة التعريفات الجمركية أداة لجذب المنافسين إلى طاولة المفاوضات وكسب المزيد من التنازلات، أكثر من كونها استراتيجية بحتة لتعزيز الاقتصاد المحلي.

بناءً على هذه الأدلة، يمكن القول إن فرضية قرب الإطار الفكري لترامب من نظريات كيسنجر تكتسب قوة، وتوفر الأرضية للتحليل القائل بأن سياسات ترامب ليست بالضرورة بلا أساس أو مجرد ردود فعل، بل يمكن فهمها ودراستها ضمن إطار عقيدة أو نظرة معينة للعالم، خاصة من منظور الواقعية الكيسنجرية. 

4- قضية الجمهورية الإسلامية الإيرانية

يولي كيسنجر أهمية بالغة لإيران. من وجهة نظره، إيران فريدة من نوعها من ثلاثة جوانب:

أولاً، من بين جميع دول المنطقة، ربما تمتلك إيران الشكل الأكثر تماسكاً للوحدة الوطنية، والتقاليد الأكثر دقة للحكم القائم على المصالح الوطنية، والتجربة الأكثر استمرارية للعظمة الوطنية، والخلفية الاستراتيجية الأكثر دقة.

ثانياً، النظام السياسي الحاكم في إيران، أي الجمهورية الإسلامية، هو نظام فريد. إنه نظام يتمتع بصلاحيات عابرة للحدود، والشخص الذي يرأس هيكل السلطة في إيران، وهو المرشد الأعلى (ولي الفقيه)، يعتبر نفسه شخصية دولية لا وطنية. السياسة بالنسبة للمرشد الأعلى تعني صراعاً من أجل الهيمنة الأيديولوجية. إن تغيير لهجة إيران تجاه الغرب هو مجرد تكتيك يستند إلى المبدأ الشيعي للتقية، والمفاوضات الميدانية لاستمرار الجهاد المقدس. في الوقت نفسه، يمتلك هذا النظام السياسي قدرات استثنائية. لقد أظهرت إيران مهارة وثباتاً خارقين في تحقيق هدف إضعاف نظام الحكم في الشرق الأوسط وتقصير يد الغرب عن المنطقة. كان كيسنجر قد حذر أيضاً من أنه في الفراغ الناتج عن الإطاحة بداعش، ستتمدد إمبراطورية الجمهورية الإسلامية، ذات الخلفية الإيرانية والشيعية، من آسيا الوسطى إلى البحر الأبيض المتوسط، وأنه لا مفر من أخذ خطر الإمبراطورية الإيرانية الشيعية على محمل الجد. 

الجانب الفريد الثالث لإيران هو علاقاتها المتناقضة مع الولايات المتحدة. لا يوجد بلد في العالم مصالحه متوافقة مع مصالح أمريكا، أو على الأقل ليس لديه سبب للخلاف معها، مثل إيران؛ في الوقت نفسه، لا يوجد بلد في العالم لديه خلاف مع أمريكا مثل إيران. سبب هذا التناقض الغريب، من وجهة نظر كيسنجر، لا يتعلق بدولة إيران، بل بالنظام القائم على ولاية الفقيه في طهران. وفقاً لكيسنجر، يستخدم هذا النظام في خطابه وممارساته مبادئ الجهادية وينتقد بوضوح وجهات نظر أمريكا ومصالحها فيما يتعلق بالنظام الدولي.

ولكن ماذا يجب أن نفعل مع هذا البلد المهم والفريد جداً؟ يقول كيسنجر إن على إيران أن تختار بين "كونها فكرة/قضية" و"كونها دولة ". إذا تم إنشاء هيكل إقليمي على أساس دول وستفاليا، وتم القضاء على الفاعلين غير الحكوميين مثل داعش، حزب الله، طالبان والقاعدة، أو دمجهم في نظام الدول، وإذا تخلت إيران عن دعم جماعات مثل حزب الله، فستفتح أمريكا ذراعيها لإيران. يوصي كيسنجر، دون خوف كبير من برنامج إيران النووي، بأن الاتفاقيات يجب ألا تترك إيران وشأنها دون تحقق مستمر، وفي النهاية، الولايات المتحدة هي ربما العامل الوحيد الذي يمكنه، من خلال متابعة أهدافها الاستراتيجية، تحديد ما إذا كانت إيران ستتبع مسار الإسلام الثوري، أو ستقف كأمة عظيمة في مكانتها المبررة والصحيحة ضمن نظام وستفاليا. يجب على أمريكا أن تلعب هذا الدور ليس عن طريق الانسحاب، بل عن طريق المشاركة. يريد كيسنجر تحويل إيران إلى "دولة عادية"، بل وحتى أقل من عادية. دولة لا تتمتع حتى بحقوق بمستوى باكستان وتركيا.

إذا دققنا جيداً، نلاحظ أن ترامب في كلتا دورتي رئاسته، قد طبق عقيدة كيسنجر قدر استطاعته. في الدورة الأولى، وضع اثني عشر شرطاً للتفاوض مع إيران، سبعة منها تتعلق بإنهاء دعم "محور المقاومة"، ثلاثة شروط تتعلق بالبرنامج النووي، شرط واحد يتعلق ببرنامج الصواريخ، وشرط واحد يتعلق بالإفراج عن السجناء الأمريكيين. وفقاً لعقيدة كيسنجر، كل هذه الشروط تتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية، ولا يلاحظ أي ادعاءات تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية وما شابه ذلك، ووفقاً لعقيدة كيسنجر، فإن الأولوية الأكثر أهمية (الشروط السبعة) مخصصة لإنهاء دعم إيران للفاعلين غير الحكوميين، كما أن الشروط النووية الثلاثة تستند بدقة وفقاً لرأي كيسنجر على إنشاء نظام تحقق فعال وإزالة أي احتمال للعسكرة. وفي الدورة الثانية للرئاسة، كما يُسمع، قصر مطلبه على منع امتلاك السلاح النووي. ربما يكون هذا إجراءً ذكياً في تنفيذ عقيدة كيسنجر خطوة بخطوة، مما يحول إيران في النهاية، على حد قول مايك بومبيو، إلى دولة عادية. ومع ذلك، إذا نظرنا بمنظور تاريخي مثل كيسنجر، يجب أن نفترض أنه ربما كان هناك سبب مبرر ومعقول جعل جميع الحكومات الإيرانية على مر التاريخ تصل إلى هذه النتيجة بأنها يجب أن تكون فريدة من نوعها، وربما كان كونها فريدة في هذه المنطقة الجيوسياسية الفريدة هو سر بقاء هذه الأمة والدولة وسيبقى. 

5- الخلاصة

خلاصة التحليل الحالي هي أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب، على عكس التصور السائد، لم تكن محصورة فقط في شخصيته النرجسية والشعبوية أو في واقعية فجة وغير ناضجة. بل إن هذه السياسة قائمة على أساس نظري متين يضرب بجذوره في تعاليم هنري كيسنجر؛ على الرغم من أن هذه الأفكار والمبادئ ربما ظلت خفية تحت ضجيج سلوكه الذي بدا غير تقليدي.

أهم جوانب هذه العقيدة الكيسنجرية التي انعكست في تصرفات ترامب تشمل أهدافاً رئيسية ومقاربات محددة. من بينها إنهاء سياسة "الدركي العالمي" للولايات المتحدة (إلا في الحالات الحيوية)، عدم إيلاء اهتمام لتعزيز القيم الليبرالية في العلاقات الدولية، وضرورة إصلاح النظام العالمي بطريقة تجني منها أمريكا نفعاً أكبر وتتكبد تكلفة أقل. يشمل هذا النهج أيضاً إلزام قوى مثل الصين وأوروبا بقبول حصة ومسؤولية أكبر في توفير النظام الدولي، والسعي للتقارب مع روسيا بهدف إحداث شرخ بين قوتي "قلب الأرض"، والاستخدام الأقصى لقدرات وموقع إسرائيل لتعزيز أهداف أمريكا في الشرق الأوسط، واستهداف إيران لتصبح دولة "عادية" محصورة ضمن إطار نظام الدولة-الأمة الوستفالي واحتواء برنامجها النووي.

هذه هي الخطوط العريضة الرئيسية لعقيدة كيسنجر التي كانت إدارة ترامب تسعى لتنفيذها بدقة وجدية.

 حميد رضا حقيقت، أستاذ جامعي

   "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است