يتضمن خطاب ترامب في مراسم التنصيب، مثل أي نص آخر، "النص" و"ما وراء النص". في بعض الأحيان، تكون النقاط غير المعلنة أو المواضيع الكامنة في ما وراء النص أكثر أهمية من النص نفسه. تُظهر دراسة نوعية لمحتوى خطاب ترامب في يوم التنصيب أن ما وراء النص في هذا الخطاب يحمل أهمية أكبر للجمهورية الإسلامية الإيرانية وينقل رسائل أكثر جدية. تناول ترامب في هذا الخطاب بشكل أساسي القضايا الداخلية، وبثقة عالية ناتجة عن شخصيته وصوته الحاسم في الانتخابات، قام بشرح قراراته المحددة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. نادراً ما أشار إلى السياسة الخارجية والقضايا العالمية، وعبّر فقط عن سعادته بشأن تحرير الرهائن الإسرائيليين فيما يتعلق بالشرق الأوسط. كان ترامب قد هدد قبل أسبوع من مراسم التنصيب بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن بين حماس وإسرائيل قبل 20 يناير، فإن "عواقب جهنمية" ستنتظر الشرق الأوسط. وفي يوم التنصيب، أشار بفخر إلى تحرير الرهائن، وكانت هذه النقطة الوحيدة التي تناولها بشأن الشرق الأوسط. ومع ذلك، يمكن استنتاج بعض المواقف والقرارات المحتملة له تجاه إيران من بعض جمل ترامب، والتي تشمل ما يلي:

1. "أولويتي القصوى في جميع المسائل المتعلقة بأمريكا هي أمريكا أولاً." (America first)
2. "قبل بضعة أشهر، أصابتني رصاصة من قاتل في أذني، ومنذ ذلك الحين، أؤمن بأن حياتي قد أُنقذت لسبب ما. لقد أنقذني الله لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى."
3. "أمريكا لديها فرصة للاستفادة من الظروف الحالية في العالم، ولكن يجب عليها أولاً حل تحدياتها الداخلية. في الوقت الحالي، العديد من الحكومات لا تثق بنا."
4. "الحكومة الحالية (حكومة بايدن) غير قادرة حتى على إدارة الأزمات الداخلية، وهي تدخل في أزمات خارجية أكثر اتساعًا."
5. "كان لدينا حكومة تقدم دعمًا غير محدود للدول الأجنبية، لكنها لم تحمِ أمريكا."
6. "أزمة التضخم في أمريكا ناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة. أعلن اليوم حالة طوارئ في مجال الطاقة وسنبدأ في استخراج النفط."
7. "لدينا أكبر احتياطيات من النفط والغاز في العالم. سنخفض أسعار الطاقة وسنصدر الطاقة إلى جميع أنحاء العالم."
8. "سوف ننتصر في جميع المعارك، وقوتنا ستمنع نشوب الحروب، وستخلق روح الوحدة في عالم غاضب وعنيف ولا يمكن التنبؤ به."

بناءً على ذلك، يمكن تحليل وتوقع سياسات ترامب تجاه المنطقة وإيران على النحو التالي:

1. سيؤمن ترامب بدعم الله له ولقراراته.
2. لن يدخل في حرب على المدى القصير.
3. القضايا الداخلية في الولايات المتحدة ستكون أولوية بالنسبة لترامب.
4. ستقلل الولايات المتحدة المساعدات المالية لحلفائها في المنطقة.
5. ستكون استراتيجيته في المنطقة "إحالة المسؤولية إلى الحلفاء" تحت عنوان "التوازن عن بُعد".
6. يسعى ترامب لتعزيز الجبهة المتحالفة مع الولايات المتحدة من خلال استمرار تطبيع العلاقات العربية-الإسرائيلية.
7. يُعتبر تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل من أولويات السياسة الشرق أوسطية لترامب.
8. يرى ترامب أن الدبلوماسية هي ساحة المعركة.
9. ستكون استراتيجيته تجاه إيران زيادة شديدة في العقوبات على المدى القصير بهدف الوصول إلى اتفاق.
10. فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، ستكون الأولوية لدى ترامب هي الدبلوماسية، لكنه سيسعى إلى "دبلوماسية الإكراه".

سید محمد حسینی، خبیر في مركز الدراسات السياسية والدولية

 "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"