FATF والقائمة التی لا تزال سوداء بالنسبة لإیران

أعلنت مجموعة العمل المالی، FATF، یوم الجمعة ۲۳ فبرایر، أن اسم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة یبقى على القائمة السوداء لهذه المنظمة الدولیة؛ قرار یبدو أنه لم یکن بعیدًا عن المتوقع بالنسبة لسلطات بلدنا وبحسب کلمات رئیس البنک المرکزی قبل یوم من نشر هذا البیان، فإن إیران تتطلع حالیاً، بسبب العقوبات، إلى أن یکون لها فریق عمل خاص بها، تمامًا کما تستخدم أدوات أخرى بدلاً من سویفت.
17 شعبان 1445
رویت 795
محمد مهدی مظاهری

 أعلنت مجموعة العمل المالی، FATF، یوم الجمعة 23 فبرایر، أن اسم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة یبقى على "القائمة السوداء" لهذه المنظمة الدولیة؛ قرار یبدو أنه لم یکن بعیدًا عن المتوقع بالنسبة لسلطات بلدنا وبحسب کلمات رئیس البنک المرکزی قبل یوم من نشر هذا البیان، فإن إیران تتطلع حالیاً، بسبب العقوبات، إلى أن یکون لها فریق عمل خاص بها، تمامًا کما تستخدم أدوات أخرى بدلاً من سویفت. وبناء على ذلک، یبدو أنه فی هذه الفترة، تم رفع دولة الإمارات العربیة المتحدة وفی فترة المراجعة السابقة، أی ژوئیه 2023، من "القائمة الرمادیة" لهذه المؤسسة، لیس لدى الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أی جهد خاص وإرادة للخروج من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالی. ولکن ما هو نوع منظمة FATF، ولماذا یعارض البعض فی إیران الانضمام إلیها؟  وما هو السبیل للخروج من هذا الوضع؟

فرقة العمل المعنیة بالإجراءات المالیة (المتعلقة بغسل الأموال) أو FATF باختصار، هو اسم منظمة حکومیة دولیة تأسست عام 1989 بمبادرة من مجموعة الدول السبع بهدف مکافحة غسل الأموال. وفی عام 2001، انضمت هذه المنظمة إلى الحملة ضد تمویل الإرهاب. لدى مجموعة العمل المالی فی إیران خصمان رئیسیان؛  ویرى مجموعة من المعارضین أنه نظرا لأن إیران تخضع حالیا لعقوبات دولیة، فإن الانضمام إلى مجموعة العمل المالی یمکن أن یمنع الالتفاف على العقوبات فی البلاد، لأنه بحسب قواعد هذه المؤسسة، یجب أن تکون المعاملات المالیة للدول واضحة وشفافة، وإذا تم ذلک، فلن تتمکن إیران بعد الآن من التحایل على العقوبات.

ما یهم جماعة المعارضة الأخرى هو الدعم المالی للجماعات الموالیة لإیران، ویعتقدون أنه إذا تم إدراج أسماء المقاومة والجماعات الواجهة الموالیة لإیران فی قائمة الجماعات الإرهابیة من قبل الولایات المتحدة والدول الغربیة، فإن کانت بنوک جمهوریة إیران الإسلامیة أعضاء فی مجموعة العمل المالی، فلن یعد بإمکانها إجراء معاملات مالیة معها.

وعلى الرغم من أن هذه المخاوف مهمة وجدیرة بالاعتبار، إلا أنه تجدر الإشارة أیضًا إلى أن وضع اسم إیران على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالی له تأثیر کبیر على سیاسة إیران الخارجیة واقتصادها. وبالإضافة إلى الإضرار بمصداقیة إیران وقوتها الناعمة فی المنتدیات الدولیة، فقد فرض ذلک العدید من القیود والتکالیف على المعاملات التجاریة والمالیة للبلاد، وأدى إلى إبعاد شرکاء الأعمال المهمین عن إیران؛ لأن القید الأکثر أهمیة بسبب وجودها على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالی هو فقدان إمکانیة تحویل الأموال مع البنوک الأجنبیة، وستتعرض جمیع الدول الشرقیة والغربیة لغرامات باهظة إذا تعاملت مع إیران. علاوة على ذلک، حتى الدول الصدیقة والمجاورة مثل العراق جادة للغایة بشأن العقوبات ضد إیران، ودول مثل روسیا والصین تؤکد دائمًا أن استمرار وتطویر علاقاتها الاقتصادیة مع بلادنا یعتمد على انضمام إیران إلى مجموعة العمل المالی. وفی هذا الصدد، یعتمد التطویر الناجح للعلاقات مع دول البریکس وشنغهای أیضًا على الخروج من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالی.

وفی الوضع الحالی، لا یمکن القیام بأی نشاط فی التجارة الدولیة بشکل طبیعی لرجال الأعمال الإیرانیین، کما أن تکلفة التبادلات الاقتصادیة والمعاملات المالیة فی إیران تبلغ عدة أضعاف المستوى المعتاد. فی الواقع، أدى عدم تعاون إیران مع FATF إلى إخراج معظم المعاملات المالیة والمصرفیة فی البلاد من العملیة الطبیعیة ونقلها إلى مجال الوساطة المالیة. وفی هذا الوضع، على الرغم من أن عمل إیران یمکن أن یتم بدون مجموعة العمل المالی، إلا أن ذلک یرتبط بتکالیف وساطة ضخمة، مما یفرض عبئا وتکلفة على اقتصاد البلاد وشعبها. ونتیجة لذلک، فی الوضع الحالی حیث یتعرض الشعب الإیرانی لضغوط اقتصادیة شدیدة، یبدو من الضروری إیجاد طرق بدیلة لحل مشاکل الانضمام إلى مجموعة العمل المالی.

 على سبیل المثال، أصبحت أکثر من 50 دولة فی العالم، بما فی ذلک بعض الدول الإسلامیة، أعضاء فی اتفاقیة مکافحة تمویل الإرهاب (CFT) مع "حقوق مشروطة"،  ویمکن لجمهوریة إیران الإسلامیة أیضًا استخدام "حق التحفظ أو الحق المشروط" فی نظام القانون الدولی فی الحالات التی تشعر فیها بوجود تهدید لمصالح البلاد، أی الإعلان أن البنود التی قبلتها إیران لا یمکن أن تتعارض مع مصالح إیران وأمنها القومی، وأی مادة (بما فی ذلک المادة 6 من قانون مکافحة الإرهاب) تمنع إیران من الرهان، فإن حکومة ج.أ.  لن یتم الانضمام إلیه.

وهناک نقطة أخرى مهمة، وهی أنه على الرغم من أن مجموعة العمل المالی جزء من الآلیات المالیة فی العالم، إلا أن عنوانها الرئیسی هو مکافحة غسیل الأموال،  اما بسیاری از کشورها پس از عضویت در آن و فرار از خسارت های ناشی از نپیوستن، به اقدامات دلخواه خود ادامه می دهند و على سبیل المثال، أکثر من نصف عملیات غسیل الأموال فی العالم تتم فی الصین والولایات المتحدة، وهما من بین اللاعبین الأکثر نشاطًا فی مجموعة العمل المالی. والمملکة العربیة السعودیة هی أیضًا أحد الأعضاء الآخرین فی هذه المنظمة، التی لم تتوقف أبدًا عن تقدیم الدعم المالی للجماعات المتطرفة والإرهابیة فی ذروة الثورات العربیة والتوترات الإقلیمیة، وبالتالی، هناک حل آخر یتمثل فی تقلیل العقبات التی تعترض أنشطتنا الدولیة من خلال الانضمام إلى مجموعة العمل المالی وفی نفس الوقت تعزیز شؤوننا المالیة.

 والنقطة الأخرى هی أن جمهوریة إیران الإسلامیة، لکی تصبح عضوًا فی معاهدة شنغهای، قبلت أیضًا لوائح معقدة تتماشى مع وصول المنظمة إلى المعلومات المالیة الإیرانیة. لقد تم قبول لوائح شنغهای من خلال حیلة ربط سلسلة من الشروط الإیرانیة، ویمکن تنفیذ نفس النمط فی حالة مجموعة العمل المالی. المشکلة هی أن إیران لم تتلق مثل هذه المسؤولیة والولاء من حلفائها الشرقیین فی المواقف التاریخیة.

إن العلاقات الدولیة لم تکن مبنیة قط على الثقة فی الممارسة العملیة، وبالتالی لا تستطیع إیران، ولا ینبغی لها، أن تثق فی الشرق کما فی الغرب؛  ولکن یمکنها، بل ینبغی لها، أن تعمل على تعزیز مصالح البلاد من خلال إحیاء الدبلوماسیة والتبادلات السیاسیة ومنع أی عمل من شأنه أن یضعف اقتصاد إیران فی المحافل الدولیة ویضر بمکانة البلاد وائتمانها.عضویت ایران در این کارگروه مالی نه تنها إنه یزیل الضغوط الدولیة عن إیران ویقدم بلادنا کجهة فاعلة مسؤولة وملتزمة بالقانون،  کشور را نیز بگیرد و به نوعی مانع انتقال وبدلاً من ذلک، وبالنظر إلى بعض عملیات الاختلاس الأخیرة، فإنه یمکن أیضًا أن یمنع هروب المجرمین المالیین من البلاد ویمنع بطریقة أو بأخرى تحویل الکثیر من الأموال من داخل البلاد إلى دولة مثل کندا، وحتى إمکانیة إعادة جزء من الأموال المفقودة متوفرة.

محمد مهدی مظاهری استاذ جامعی

  "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است