التقارب مع الدول الإسلامیة فی ضوء سیاسة الوحدة

یشیر المبدأ الحادی عشر من دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وهو الوثیقة العلیا للبلاد، إلى ضرورة خلق الوحدة والتماسک بین الدول الإسلامیة : وفقاً لآیة الکریمة «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ»، جمیع المسلمین أمة واحدة، وعلى حکومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أن تبنی سیاستها العامة على أساس تحالف ووحدة الدول الإسلامیة وأن تبذل جهودًا متواصلة لتحقیق الوحدة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة للعالم الإسلامی.
16 ربيع الأول 1445
رویت 562
ناصر الکنعانی

 یشیر المبدأ الحادی عشر من دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وهو الوثیقة العلیا للبلاد، إلى ضرورة خلق الوحدة والتماسک بین الدول الإسلامیة : وفقاً لآیة الکریمة «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ»، جمیع المسلمین أمة واحدة، وعلى حکومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أن تبنی سیاستها العامة على أساس تحالف ووحدة الدول الإسلامیة وأن تبذل جهودًا متواصلة لتحقیق الوحدة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة للعالم الإسلامی.

کما أوضح الإمام الخمینی (رضی الله عنه) المؤسس العظیم للثورة الإسلامیة والنظام المقدس للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی هذا الصدد أن من المقاصد العظیمة للشرائع والأنبیاء العظام(علیهم السلام) هو توحید الکلمة وتوحید الاعتقاد. واعتبر الوحدة عامل قوة والفرقة سببا فی ضعف أساس الدین، ومحذرا من الانقسام القائم بین بلاد المسلمین، فقال: "الإسلام والقرآن یدعونا إلى الوحدة، فمخالفة ذلک" "هذا الأمر الإلهی جریمة. إنه خطیئة.. لقد تقدمنا وسنستمر فی ذلک بالاعتصام، والإسلام هو مؤسس الأخوة".

وأشار المرشد الأعلى للثورة آیة الله الأعظمی الخامنئی إلى أن وحدة المسلمین فریضة قرآنیة قطعیة، وأوصى علماء الدین والمثقفین وأساتذة الجامعات والشباب المستنیر والحکماء والأدباء والشعراء والأدباء بالعمل فی هذا الحقل. ومن خلال الإشارة إلى أن الوحدة والوحدة بین المسلمین لیست قضیة تکتیکیة ومؤقتة وحالة خاصة، فقد وصفوها بأنها قضیة مبدئیة. ومن وجهة نظر المرشد الأعلى، إذا تحققت وحدة الشعوب الإسلامیة، فسیتم حل مشکلة فلسطین والتحدی الذی تواجهه بأفضل الطرق.

لذلک، وبنظرة سریعة إلى نص القرآن الکریم ودستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والنظرة الإستراتیجیة للإمام الخمینی (رضی الله عنه) والمرشد الأعلى للثورة، تبرز أهمیة وضرورة التلاحم والوحدة بین الجماعات الإسلامیة. یمکن فهم البلدان بوضوح.

تقوم السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بشکل أساسی واستراتیجی على محور التفاعل والتعاون والتآزر والتماسک مع الدول الإسلامیة. إن اتباع هذه الاستراتیجیة فی سیاستنا الخارجیة، لا سیما فی ظل الوضع الراهن للنظام الدولی، والذی، بحسب المرشد الأعلى للثورة العالمیة، على أعتاب التحول ونحن نشهد تراجع القوة الأمیرکیة وتشکیل نظام عالمی جدید من دون مرکزیة أمیرکیة، لقد أصبح الأمر ضرورة حتمیة أکثر من أی وقت وحال، وأصبح من الأولویات الأولى للسیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

إن جهاز السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، مع المراقبة الدقیقة لانتقال النظام الدولی من نظام أحادی القطب إلى نظام متعدد الأقطاب دون المرکز الأمریکی، ضرورة التقارب والتعاون مع الدول الإسلامیة من أجل تشکیل الأعراف والعدالة عملیات النظام الدولی، وإقامة السلام والأمن الموجه نحو العدالة، ویفهم بعمق التموضع فی النظام الجدید، ویؤمن بأن وحدة الدول الإسلامیة وتقاربها یمکن أن یزید من ثقل ونفوذ العالم الإسلامی‌بما یتناسب مع موارده الضخمة. القوة الروحیة والمادیة، وخاصة قدرة الدین الإسلامی على خلق القواعد وبناء الحضارة. وفی عملیة إعادة توزیع السلطة فی الهیکل الجدید للنظام الدولی، من أجل زیادة حصة ومصالح کتلة البلدان الإسلامیة بشکل حاسم .

إن ما تمتلکه الدول الإسلامیة من قواسم مشترکة تاریخیة والإسلامیة والدینیة یمثل رصیدا کبیرا، والتعاون القائم علیها یمکن، بالإضافة إلى الصداقة وحسن النیة، أن یضمن التنمیة الاقتصادیة للدول الإسلامیة ویضمن أیضا الأمن والسلام والاستقرار فیما بینها.

ومن أجل تحقیق مثل هذه النتیجة وهذا المنظور الواعد، لا بد من وجود رؤیة استراتیجیة، وعزم وإرادة قادة الدول الإسلامیة على حل الخلافات، والترکیز على القواسم المشترکة بینها، وکذلک تجنب التواجد فی الخریطة. وملعب القوى المهیمنة والتنبه للسیاسات التدمیریة التی تنتهجها الجهات الفاعلة من خارج المنطقة.

أحد التوجهات الحالیة فی مجال السیاسة الخارجیة فی مختلف مناطق العالم هی النزعة الإقلیمیة والتعاون الإقلیمی‌بهدف تأمین المصالح المشترکة وتوفیر وضمان الأمن الجماعی، وخاصة التآزر لتسریع عجلة التنمیة والتقدم الاقتصادی و استخدام القدرات المشترکة.

النهج الحالی للحکومة الثالثة عشرة فی انتهاج سیاسة الجوار وتعزیز العلاقات مع جیران إیران - وأغلبهم دول إسلامیة - وفی هذا الصدد یمکن تقییم؛  کما عبر عن هذا النهج المرشد الأعلى للثورة فی لقائه مع السفراء ورؤساء الممثلیات الإیرانیة فی الخارج، مشدداً على "أهمیة وصواب" سیاسة العلاقات مع الجیران والدول الإسلامیة، إلى جانب مع سیاسة العلاقات مع الدول الکبرى والمهمة فی العالم، وتم التأکید على الاصطفاف مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی بعض التیارات والخطوط الأساسیة للسیاسة الدولیة باعتباره ظاهرة غیر مسبوقة وفرصة ینبغی تقدیرها.

وهذا النهج الاستراتیجی، سواء فی اتجاه تحقیق الهدف الکبیر المتمثل فی الوحدة والتماسک بین الدول الإسلامیة واستخدام القدرة الکبیرة للعالم الإسلامی لضمان الأمن والتنمیة الشاملة والمستدامة، أو فی اتجاه تولید القوة لردع و حمایة العالم الإسلامی من أطماع الأعداء، وهی خاصة بالنظام الأمریکی والکیان الصهیونی الغاصب.

ناصر الکنعانی المتحدث الرسمی ورئیس المرکز الدبلوماسی بوزارة الخارجیة

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است