أولویات فرنسا فی الرئاسة الدوریة للاتحاد الأوروبی

بعد ۱۳ عامًا، تولت فرنسا مرة أخرى الرئاسة الدوریة للإتحاد الأوروبی اعتبارًا من ۱ ینایر ۲۰۲۲ لمدة ۶ أشهر. حددت فرنسا الأولویات خلال فترة رئاستها لمدة ستة أشهر. تعتبر رئاسة هذه الفترة مهمة بالنسبة للسید ماکرون لأنها لیست بعیدة عن الانتخابات الرئاسیة الفرنسیة فی أبریل ۲۰۲۲ (أبریل ۱۴۰۱).
26 رجب 1443
رویت 1339
معصومه سیف افجه ای

بعد 13 عامًا، تولت فرنسا مرة أخرى الرئاسة الدوریة للإتحاد الأوروبی اعتبارًا من 1 ینایر 2022 لمدة 6 أشهر. حددت فرنسا الأولویات خلال فترة رئاستها لمدة ستة أشهر. تعتبر رئاسة هذه الفترة مهمة بالنسبة للسید ماکرون لأنها لیست بعیدة عن الانتخابات الرئاسیة الفرنسیة فی أبریل 2022 (أبریل 1401).

عقدت فرنسا مؤتمرا فی باریس فی الفترة من 17 إلى 15 أکتوبر 2021 لتمهید الطریق لرئاستها للاتحاد الأوروبی. وضع المؤتمر تصوراً لـ 14 تغییراً أساسیاً لمستقبل أوروبا. 14 تغییرا یمکن تلخیصها فی 6 فقرات:

  • الجهود المبذولة لتقلیل استهلاک الطاقة وزیادة إنتاج الطاقة المتجددة.
  • تحقیق الإستقلال الأمنی والدفاعی لعدم الاستعانة بالقوى الأجنبیة.
  • تعزیز السیاسة الصناعیة.
  • دعم السیاسة البیئیة.
  • تعزیز الإتحاد الأوروبی فی تنفیذ قضایا حقوق الإنسان.
  • الترکیز على إقامة علاقة أفضل للعب دور أکبر فی الاتحاد الأوروبی.

وهکذا، واستمرارًا لهذا المسار، رکزت فرنسا على 3 محاور عامة خلال الأشهر الستة من رئاستها فی الإتحاد الأوروبی:

  • تنفیذ القرارات
  • السلطة
  • العضویة

 

صرّح السید ماکرون فی خطابه بمناسبة بدایة العام الجدید (2022) فی جملة واحدة أنّ "هدف الدول الأوروبیة یجب أن یکون التحوّل من التعاون المحلی إلى التعاون العالمی وتحویل أوروبا إلى قوة عالمیة. الهدف (أوروبا) هو تحقیق أوروبا المستقلة القویة والهادفة. " کما أدلى بتصریح رئیسی فی خطابه فی جامعة السوربون أن أوروبا هی التزامنا وهویتنا. وعلیه، اعتمد الرئیس الفرنسی منذ بدایة رئاسته على موضوع "الدفاع الأوروبی المشترک".

  1. فیما یتعلق بالأولویة الأولى "تنفیذ القرارات"، فقد تقرر أن تنفذ فرنسا خطة ضخ 750 ملیار یورو، والتی أقرتها 27 دولة عضو فی الاتحاد العام الماضی. ورفعت میزانیة 750 ملیار یورو منذ بدایة أزمة کورونا وقوبلت بمعارضة من بعض الدول من بینها هولندا. ویرجع ذلک إلى أن قادة دول مثل هولندا اعتقدوا أنه إذا استمرت مخططات المساعدة للدول الأعضاء، فإنّ هذه الدول ستصبح معتمدة وتعود على المنح. ومع ذلک، نتیجة للجهود الألمانیة والفرنسیة، تمّت الموافقة على الخطة فی النهایة.

 

  • حول محور السلطة: تنوی فرنسا ترکیز الإتحاد الأوروبی على الخطط العسکریة والتکنولوجیة. فی هذا الصدد، یجب إضافة الإهتمام بالبیئة. تم تضمین قضیة الهجرة أیضًا فی نقاش السلطة. وفقًا لاتفاقیات الصداقة التی کانت جاریة بین فرنسا والدول الأفریقیة منذ سنوات عدیدة، تقرر عقد الإجتماع السادس فی بروکسل لمدة یومین بین الإتحاد الأوروبی والإتحاد الأفریقی یومی 17 و 18 فبرایر 2022. فی هذا الاجتماع، تم القضاء على الأضرار القائمة فی التعاون بین القارتین.

وشارک فی رئاسة الإجتماع رئیس مجلس أوروبا شارل میشیل، یرافقه الرئیس السنغالی Macky Sall. ورکّز الجانبان الأوروبی والأفریقی فی الإجتماع على التعاون والأمن والسلام والتنمیة الإقتصادیة المستدامة. بحیث تؤدی نتائجه إلى تحسین أوضاع المواطنین والمنظمات.

کما أکّد الإجتماع على تعزیز الأولویات المشترکة من أجل خدمة المصالح العامة والجماعیة فی کل من أوروبا وأفریقیا. وتشمل هذه الفوائد احترام حقوق الإنسان والمرأة فی جمیع مناحی الحیاة، وحمایة البیئة، والنمو الاقتصادی، ومکافحة عدم المساواة. خصص الاجتماع 150 ملیار یورو لرؤیة عام 2030.

قضیة أخرى تحت "السلطة" هی قضیة "الدفاع". یسعى الإتحاد الأوروبی إلى تنفیذ خطة "دفاع أوروبی مشترک". فی هذا السیاق، یبقى أن نرى کیف یمکن لفرنسا إقناع الدول الأوروبیة الأخرى بتقدیم إلتزامات خارج حلف الناتو حتى لا تتضرر علاقات أوروبا مع الولایات المتحدة.

"حسن الجوار" هو مجموعة فرعیة أخرى من قضیة السلطة. تعتزم فرنسا إعطاء الأولویة لخطتها للتسلل والاستثمار فی البلقان. لأن عدم الاستقرار فی البلقان یمکن أن یقوّض التقارب الإقتصادی واستقرار الإتحاد الأوروبی.

 

  • العضویة: قرر السید ماکرون إدخال إصلاحات جوهریة فیما یتعلق بعضویة أعضاء الإتحاد من أجل تقدیم مبادراته. یعود جزء من هذا الإصلاح إلى قلق فرنسا بشأن انتهاء ولایة المستشارة میرکل، وقد تم تضمین جزء منه من أجل زیادة الدفاع عن مفهوم "الأمة".

 

خلال رئاسته للإتحاد الأوروبی التی استمرت ستة أشهر، نظر ماکرون فی دفع مشاریع أوروبیة مشترکة مع مؤسسات أوروبیة أخرى (مجلس أوروبا والمفوضیة والبرلمان الأوروبی). فی هذه الخطوة، تعتزم فرنسا إجراء مزید من المشاورات مع رؤساء الاتحاد فی المستقبل. وتستمر هذه القضیة فی الفقرة الثالثة (العضویة).

خاتمة:

فی الواقع، ترجع التغییرات والأولویات التی حدّدتها فرنسا خلال فترة رئاستها إلى حقیقة أن معظم الأوروبیین لا یؤمنون کثیرًا بالدور الفعال لأوروبا. تراوح هذا التشاؤم من قضیة الصحة فی زمن کورونا إلى المشکلات البیئیة التی تنشأ، إلى السیاسات الاجتماعیة المطبقة فی أوروبا، إلى قضیة أمن المواطنین الأوروبیین التی تم الطعن فیها من قبل المهاجرین.

  • لهذا السبب لدى الإتحاد الأوروبی خطة لعدم استخدام الکربون فی البیئة حتى یتم الإنتهاء منه فی عام 2050. بحیث یخصص ثلث میزانیتها لهذا الأمر.
  • فی الوضع الإجتماعی، یتم السعی لتحقیق المساواة فی الأجور والتوظیف.
  • فی مجال الدفاع والأمن، خصصت فرنسا وألمانیا میزانیة مشترکة للتدخل العسکری الأوروبی فی مناطق الأزمات.
  • فی المجال الإقتصادی، تحاول أوروبا مواکبة أدوات الحمائیة التجاریة فی عملیة العولمة.
  • وبالتالی، فإن رؤیة برنامج الإتحاد الأوروبی حتى عام 2030 ترکّز على رکائز الإستثمار للحفاظ على القیم والمصالح والشباب والثقافة والصحة.

 

معصومة سیف أفجه اى، مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة

    "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است