التحقیق فی مشاکل تنمیة الصادرات الإیرانیة إلى دول آسیا الوسطى فی سیاق سیاسة الجوار

سیاسة الجوار هی إحدى أولویات الجهاز الدبلوماسی للمساعدة فی تنمیة المنطقة وردع موارد عدم الإستقرار ومواجهة آثار العقوبات. لا یزال الطریق طویلاً للوصول إلى نقطة التجارة المرغوبة بین إیران وآسیا الوسطى کجزء من نطاق الحضارة المشترکة. تسعى هذه المقالة إلى معالجة الحواجز الهیکلیة وغیر الهیکلیة أمام تخلّف العلاقات الاقتصادیة والتجاریة.
8 رجب 1443
رویت 1940
أفشار سیفی نجاد

 سیاسة الجوار هی إحدى أولویات الجهاز الدبلوماسی للمساعدة فی تنمیة المنطقة وردع موارد عدم الإستقرار ومواجهة آثار العقوبات. لا یزال الطریق طویلاً للوصول إلى نقطة التجارة المرغوبة بین إیران وآسیا الوسطى کجزء من نطاق الحضارة المشترکة. تسعى هذه المقالة إلى معالجة الحواجز الهیکلیة وغیر الهیکلیة أمام تخلّف العلاقات الاقتصادیة والتجاریة.

 

  • الحواجز الهیکلیة:

عدم وجود طرق اتصال کافیة للشحن والرکاب الملائمة: حالیًا، یمر خط سکة حدید إیران المؤدی إلى آسیا الوسطى عبر سکک حدید سرخس ولطف آباد وإنشیه بورون إلى ترکمانستان وأوزبکستان وقیرغیزستان وکازاخستان وطاجیکستان. فی هذه الطرق، وبسبب نقص العربات، یواجه رجال الأعمال والناشطون الاقتصادیون الإیرانیون مشاکل. من بین هذه المشاکل أن العربات الإیرانیة لا تسافر إلى آسیا الوسطى لأسباب فنیة. تمر الطرق فی ترکمانستان وأوزبکستان عبر قیرغیزستان وطاجیکستان وکازاخستان، وهی طرق غیر مبررة بسبب ارتفاع تکلفة السکک الحدیدیة ونقص الشاحنات المبردة للسلع القابلة للتلف. فی مجال السفر الجوی، فإن عدم وجود رحلات مباشرة إلى عواصم دول آسیا الوسطى یجبر التجار على استخدام طریق اسطنبول أو موسکو أو دبی لحرکة المرور ، والتی تشمل أوقات التوقف على طرق العبور وتکالیفها المالیة کعقبات.

 اعتماد سیاسات اقتصادیة مناهضة للتصدیر: إن اعتماد سیاسات مناهضة للتصدیر فی الحکومات وعدم وجود سیاسة مستقرة بشأن تصدیر السلع یخلق مخاطر عالیة للمشترین والمصدرین، مما یؤدی إلى فقدان الأسواق التی یصعب الوصول إلیها. على سبیل المثال، إذا کان لدى المصدر عقود مدتها عام أو عامین مع مشتریه فی البلد المستهدف لتصدیر منتجاته، فإن إصدار توجیهات حظر التصدیر المؤقت على المنتجات یتسبب فی خسارة السوق وثقة المشترین فی المصدرین الإیرانیین. وهذا یتطلب الترکیز أولاً على صنع القرار ثم التخطیط على المدى المتوسط والطویل بحیث یمکن للمصدرین والمشترین العمل بشکل مریح

 عدم استقرار سعر الصرف: یربط سعر الصرف الاقتصاد الکلی لبلد ما بالدول الأخرى من خلال سوق السلع الأساسیة. یمکن أن تؤدی زیادة سعر الصرف إلى تحسین الصادرات غیر النفطیة والمیزان التجاری، لکن التغیرات فی سعر الصرف على المدى الطویل، لأنها تزید من تکالیف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، تسبب خسائر لهذه الشرکات. مع اضطراب استقرار سعر الصرف الحقیقی، أصبحت عملیة الادخار والاستثمار غیر عقلانیة، والتی بدورها لن یکون من الممکن تخصیص الموارد على النحو الأمثل. التقلبات المتکررة وعدم الاستقرار المستمر فی أسعار الصرف الحقیقیة، من خلال خلق شکوک حول ربحیة المعاملات الدولیة، یمکن أن تقلل التجارة وکذلک رکود تدفقات رأس المال بسبب انخفاض الاستثمار فی الأنشطة الأجنبیة وتعطیل محفظة الأصول المالیة. کما أن استمرار التقلبات فی سعر الصرف الحقیقی سیؤدی إلى ارتفاع أسعار السلع التبادلیة.

 قلة التبادلات المالیة والمصرفیة: بدون مبالغة، یکاد یکون التداول فی عالم الیوم مستحیلًا بدون قنوات مالیة ومصرفیة آمنة. یعد عدم وجود علاقات مالیة ومصرفیة بین بلدنا والدول المستهدفة، وعدم وجود فروع مصرفیة داخل البلاد وخارجها، من أبرز مشاکل رجال الأعمال لدینا، خاصة خلال فترة العقوبات، مما یقلل من التبادلات ویقلل من وجود الشرکات الإیرانیة فی مشاریع البنیة التحتیة. مع دول آسیا الوسطى. تسبب استحالة استخدام خطابات الاعتماد وأیضًا استخدام طرق بدیلة مثل مکاتب الصرافة فی حدوث تجارة غیر مؤکدة.  لا یقتصر تحویل الأموال من خلال مکاتب الصرافة على الحد من حجم التحویلات فحسب، بل یؤدی أیضًا إلى زیادة تکالیف التحویلات المالیة وزیادة تکلفة السلع المصدرة فی نهایة المطاف مقارنة بالسلع المماثلة فی البلدان المنافسة والخاسرة، مما یمنح السوق على المدى الطویل.

 عدم وجود دعم حکومی للفاعلین الاقتصادیین فی القطاع الخاص: التجار والفاعلین الاقتصادیین الذین هم الوکلاء الاقتصادیون للبلاد للتصدیر وتبادل العملات، على الرغم من المشاکل المذکورة، لیس لدیهم أی دعم حکومی تقریبًا لتصدیر أو تمثیل شرکاتهم. على الرغم من أن القطاعین الاقتصادی والتجاری للسفارات لهما دور فی الإرشاد والتعریف بإمکانیات الدول المستهدفة لأی إیرانی مهتم بممارسة الأعمال التجاریة ومحاولة إدخال التجار والشرکات ذات السمعة الطیبة، فإن هذا المبلغ هو لبدء الأعمال التجاریة وتأسیسها. لا یکفی للعمل خارج الحدود. لکن هذا القدر من الجهد لا یکفی لبدء الأعمال التجاریة فی الخارج وتأسیسها.

 

  • الحواجز غیر الهیکلیة

قلة المعرفة بالسوق المستهدف: إن عدم معرفة الفاعلین الاقتصادیین فی البلدین بقدرات وإمکانیات کل منهما هو أهم عقبة غیر هیکلیة. وفقًا لدراسة میدانیة فی أسواق آسیا الوسطى، فإن العدید من السلع المنتجة فی إیران لدیها القدرة على المنافسة من حیث الجودة والتکلفة مع البضائع المستوردة من دول أخرى، بما فی ذلک روسیا والصین وترکیا. ومع ذلک، فإن الجهل بسوق آسیا الوسطى للإیرانیین وکذلک الجهل بإمکانیات إیران لتجار البلدان المذکورة أعلاه هو أحد الأسباب الرئیسیة لعدم نمو التجارة الخارجیة مع دول منطقة آسیا الوسطى.

 قلة خبرة الشرکات الإیرانیة فی مجال الأنشطة الدولیة: العامل الثانی هو عدم إلمام الشرکات الإیرانیة بالتجارة الدولیة. لا تملک العدید من الشرکات الإیرانیة خطة محددة للسوق المستهدف فی آسیا الوسطى وحتى مع ما هو واضح، مثل تقدیم مواصفات المنتج باللغة الروسیة أو اللغات الوطنیة الأخرى لهذه البلدان على مواقع الویب وکتابة معلومات منتجاتها بلغة البلدان المستهدفة على تغلیف منتجاتهم، فهم لا یفعلون ذلک. بالتأکید، یمکن لدراسة میدانیة للسوق وإنشاء مکتب تمثیلی أن یساعد فی تحدید الفاعلین الاقتصادیین على کلا الجانبین. یبدو أن الشرکات الإیرانیة لم تعد مستعدة لدخول أسواق جدیدة وبعیدة قلیلاً بسبب التجارة السهلة مع بعض الدول المجاورة مثل أفغانستان والعراق. بینما وفقًا للمبادئ الاقتصادیة، فإن الاعتماد على سوق أو سوقین للتصدیر یمثل مخاطرة عالیة جدًا.

 عدم وجود رقابة على جودة المنتجات التصدیریة: إن عدم إلمام التجار بمسألة الجودة ولوائحها وعدم کفایة الرقابة على جودة مواد التصدیر، یؤدی أحیانًا إلى دخول سلع منخفضة الجودة إلى بلدان أخرى باسم إیران، الأمر الذی یتطلب مزیدًا من الإشراف من قبل الوکالات المسؤولة. یؤدی استیراد سلع منخفضة الجودة إلى الإضرار بالعلامة التجاریة للدولة المصدرة وسمعة هذا البلد، حتى فی مجال المنتجات عالیة الجودة. الجودة والتکلفة هما العاملان الرئیسیان فی تنمیة الصادرات حیث یؤدی عدم الاهتمام المتوازن بها إلى خسارة المبیعات فی البلدان الأخرى. إن الاهتمام بسیاسة الجوار من أجل تنمیة الصادرات یتطلب حل المشکلات الهیکلیة وغیر الهیکلیة التی تنطوی علیها هذه القضیة. یتطلب التعرف على هذه القضایا وحلها إجراء تحقیق فی مقر تنسیق الصادرات، والذی یمکن أن یکون نائب وزیر الخارجیة للشؤون الاقتصادیة رائداً فیه.

 أفشار سیفی نجاد، خبیر سیاسی فی کلیة العلاقات الدولیة بوزارة الخارجیة

    "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است