وفقًا لنظام الحکم الأمریکی، سیهیمن الرئیس الأمریکی جو بایدن على السیاسة الداخلیة والخارجیة للولایات المتحدة لمدة عام آخر أو نحو ذلک، لأنه من المحتمل أنه فی انتخابات الکونجرس فی نوفمبر 2022، بفوز الجمهوریین، ستواجه حکومة بایدن الدیمقراطیة مشاکل فی السیاسة الداخلیة والخارجیة. یشیر الاتفاق بین زعیدی الصین والولایات المتحدة على مواصلة المحادثات بین مسؤولی البلدین إلى "حاجة إدارة بایدن" لتقلیل التوترات فی السیاسة الخارجیة الأمریکیة مع الصین والاهتمام بتنفیذ البنیة التحتیة المحلیة الأمریکیة. وربما دعا السید بایدن الحکومة الصینیة للاستثمار فی الولایات المتحدة. فی المکالمة الهاتفیة، کان للسید شی جی بینغ الید العلیا، لکن لم یتضح بعد ما إذا کان السید شی جی بینغ سیستجیب لحاجة بایدن لمرافقة الولایات المتحدة أو دفع الولایات المتحدة إلى الوراء. من المؤکد أن الإذلال المستمر للحکومة الصینیة والدولة الصینیة خلال رئاسة الرئیس الأمریکی السابق دونالد ترامب لن یتم تعویضه من خلال مکالمة هاتفیة من السید جو بایدن ولن یتم إعادتها إلى الفترة التی سبقت رئاسة دونالد ترامب، وتشیر الأدلة إلى أن الخلافات بین البلدین آخذة فی الازدیاد.

على الرغم من أن الصین یبدو أنها حققت تفوقًا اقتصادیًا نسبیًا على الولایات المتحدة، إلا أنها متخلفة عن الولایات المتحدة فی مجالات القوة الأخرى، بما فی ذلک القوة السیاسیة والثقافیة والعسکریة والقوة الناعمة. تتزاید القوة العسکریة للصین، لکن لا یبدو أن الصینیین لدیهم الإرادة الجادة لمواجهة الولایات المتحدة بشکل شامل، وقد صرح الصینیون علنًا أنهم لا یریدون فقط تصعید التوترات بین البلدین، ولکن أیضًا المشارکة فی القیادة. العلاقات الدولیة، عرضوا على أمریکا ووافقت إدارة السید بایدن فی الولایات المتحدة على أنها لن تصعد التوترات بشأن المستقبل السیاسی لتایوان مع الصین لمدة عام على الأقل حتى انتخابات الکونجرس.

قد یُنظر إلى طلب بایدن لإجراء مکالمة هاتفیة على أنه محاولة لخداع شی جین بینغ کما أشار شی جین بینغ أیضًا إلى جو بایدن باعتباره "صدیقًا قدیمًا"، على الرغم من أنه أعلن ظاهریًا استعداد الصین للتعایش السلمی مع الولایات المتحدة، نظرًا للخلافات المزمنة بین البلدین وحقیقة أن الجمهوریین وأعضاء الناتو یؤکدون عداء الصین وسیاساتها المتمثلة فی الاحتواء، یجب أن ننتظر التحقق من التفاعل أو المواجهة بین البلدین فی أزمة مستقبلیة محتملة فی العلاقات الدولیة.

وتبادل زعیما الولایات المتحدة والصین وجهات النظر حول المواقف المشترکة فی المفاوضات مع الجمهوریة الإسلامیة فی اجتماع برجام فی فیینا. من غیر المحتمل أن تنحاز الصین إلى جانب الولایات المتحدة فی هذه المناسبة، لکن المعیار الأول فی "قمة فیینا" الهادفة إلى رفع العقوبات الأمریکیة عن جمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هو نتیجة المکالمة الهاتفیة التی أجراها السید بایدن مع السید شی جین بینغ. فی المواءمة أو استمرار الخلافات بین البلدین ستکون الولایات المتحدة والصین فی العلاقات الدولیة، وعلینا انتظار النتیجة. وفی هذا الصدد، فإن مقاطعة الألعاب الأولمبیة الشتویة فی بکین من قبل الحکومة الأمریکیة کأداة ضغط على أجندة البلدین، ویقوم عدد من الدول الأوروبیة وحلفاء الولایات المتحدة فی آسیا بمراقبة العلاقات بین البلدین واتخاذ القرارات. ما إذا کانت الصین "تنتقل" لتصبح قوة عظمى وتحل محل الولایات المتحدة فی السیاسة الدولیة أمر متوقع فی عهد الرئیس الصینی شی جین بینغ. لکن لا توجد "إرادة وطنیة" فی الصین لمواجهة الهیمنة الأمریکیة فی المستقبل القریب.

 سید وحید کریمی

          "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"