دراسة أهداف الکیان الصهیونی من تطبیع العلاقات

لا شک أن النظام الإجرامی والعنصری الصهیونیة، على الرغم من تاریخه الطویل الذی یقارب قرن من الزمان فی ارتکاب أبشع الممارسات المعادیة للإنسان والمناهضة لحقوق الإنسان، خاصة ضد الأمة الفلسطینیة المظلومة، إلا أنها لم ینتهج ولن تسعى أبدًا إلى إقامة علاقات سلمیة مع دول العالم العربی.
18 جمادى الأولى 1442
رویت 918
مجتبی فردوسی پور

لا شک أن النظام الإجرامی والعنصری الصهیونیة، على الرغم من تاریخه الطویل الذی یقارب قرن من الزمان فی ارتکاب أبشع الممارسات المعادیة للإنسان والمناهضة لحقوق الإنسان، خاصة ضد الأمة الفلسطینیة المظلومة، إلا أنها لم ینتهج ولن تسعى أبدًا إلى إقامة علاقات سلمیة مع دول العالم العربی. لذلک، فإنّ معرفة ممارسات العدو الصهیونی مهم جدًا للأمة العربیة والإسلامیة، خاصة المقاومة الإسلامیة المعادیة للصهیونیة داخل فلسطین وخارجها. إن التحلیل والوعی الدقیق للأهداف والنوایا الشریرة للنظام الصهیونی یمنع الإستجابة العاطفیة لمقاربة النظام لاستراتیجیة تطبیع العلاقات والسیطرة على حیاة وممتلکات المجتمعات العربیة والإسلامیة.

لطالما سعى النظام العنصری الصهیونی إلى تحقیق أهداف  ونوایا شریرة ضد الدول الإسلامیة فی الشرق الأوسط. وهذا یستدعی مراجعة أهداف مقاربة النظام الأخیرة لتقدم استراتیجیة تطبیع العلاقات مع الدول العربیة، والتی یتناولها هذا المقال.

  1. لقد ترک تراجع الهیمنة الأمریکیة، سواء بسبب عزلتها أو ظهور عالم متعدد الأقطاب، حقیقة لا یمکن إنکارها مع بدایة عهد ترامب ونهایته. إن حدوث هذا المتغیر فی النظام الدولی من ناحیة واستراتیجیة الولایات المتحدة لتحویل الترکیز من الشرق الأوسط والخلیج الفارسی إلى شرق آسیا من أجل کبح القوة العسکریة والإقتصادیة المتنامیة للصین، من ناحیة أخرى، قد سبق لها أن استدرجت الکیان الصهیونی لتولی زمام الأمور فی المنطقة.
  2.  رغم أنّ الولایات المتحدة بعد بریطانیا کانت دائماً ملتزمة بالحفاظ على أمن النظام الصهیونی، إلا أنّ هذا الالتزام بسبب تناقض سلوک النظام الصهیونی تجاه المجتمع الدولی، وخاصة إنکار السیادة الفلسطینیة وتصعید الجرائم ضد الفلسطینیین، فقد شهد تقلبات، لدرجة أن الکیان الصهیونی، بعد حربه الخارجیة الأخیرة عام 2006 فی جنوب لبنان، خسر أربع حروب أهلیة فی قطاع غزة وحصر نفسه فی الأراضی المحتلة. لذلک، من أجل الهروب إلى الأمام، من خلال محاولة تطبیع العلاقات مع الدول العربیة، تحاول إخراج قضیة فلسطین من أولویات أجندة الأنظمة العربیة والإسلامیة.
  3.  لطالما ارتبطت ولادة هذه الغدة السرطانیة من قبل الإستعمار البریطانی القدیم منذ نشأته عام 1948 بالإحتلال والعنصریة والجریمة وقتل الأطفال. لذلک، وبعد 72 عامًا من ظهور هذا الغدة، فإنّ الحکمة الجماعیة للعالم الإسلامی والعربی تشیر دائمًا إلى هذا النظام باعتباره ظاهرة مشؤومة وقبیحة وقذرة. لا شک أنّ أحد أهداف الکیان الصهیونی فی تطبیع العلاقات هو تغییر صورته القبیحة للإحتلال والعنصریة إلى نظام سلمی. ولم تمح هذه القضیة من أذهان الدول الحرة والمناهضة للصهیونیة مثل مصر والأردن الهاشمی، على الرغم من مرور عقود على اتفاقیة کامب دیفید ووادی العرب.
  4.  مما لا شکّ فیه أنّ النظام الصهیونی المغتصب لا یمتلک أدنى رموز وطبیعة السیادة العادیة فی الأعراف الدولیة، وهو أشبه بکانتون عسکری أکثر من کونه وحدة سیاسیة. معسکر مع ظروف عسکریة وأمنیة وهجرة قسریة للیهود من جمیع أنحاء العالم إلى الأراضی المحتلة وتحیط به الأبراج والتحصینات العسکریة والقباب الحدیدیة للدفاع وأمراء الحرب، هو الرمز الحقیقی لهذا النظام المحتل والمجرم. الآن، من أجل تغییر وجههم القبیح، لجأوا إلى تشویه التاریخ واستخدام الخرافات الدینیة مثل أمة الله المختارة وشعار أرض بلا أمة لأمة بلا أرض، وخداع التوراة للإرتباط الیهودی بفلسطین.
  5.  عملیة تطبیع العلاقات تقود الکیان الصهیونی إلى تحویل ثقافة الجریمة والإحتلال والعنصریة على ثقافة الحیاة السلمیة والحکم الدیمقراطی والحضاری مع التقنیات الحدیثة، وبالتالی غسل عقول الأجیال القادمة فی المنطقة باعتبار دینهم وکونهم منقذاً ومقتدى لنموهم وتمیزهم.
  6.  لکن الأخطر من کل ذلک هو الإستراتیجیات التوسعیة للنظام الإسرائیلی المحتل، الذی من بن غوریون إلى شارون وبنیامین نتنیاهو، وضعوا أفکارهم فی خدمة الحکومات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة من النیل إلى الفرات.

 

وکمثال على ذلک، لا بدّ من الإشارة إلى ملاحظة الکاتب الیهودی ومناضل لتنمیة الصهیونیة لامون کابولیوک فی المنشور الفرنسی (1982)، والذی تمّ نشر ترجمته فی مجلة الهدى المغربیة، والتی تسرد المکونات الإستراتیجیة الثلاثة للنظام الإسرائیلی:

  • الطلب التنموی من المغرب العربی إلى باکستان.
  • الإستفادة من التنوع الدینی والطائفی والعرقی فی الشرق الأوسط بهدف تفاقم الحروب الأهلیة.
  • إستغلال الحروب الأهلیة والدولیة فی الشرق الأوسط لتقسیم الدول إلى وحدات سیاسیة ضعیفة وتحت السیطرة.

 

نتیجة

  1. قضیة فلسطین وخصوصاً المسجد الأقصى من تعالیم المسلمین ومعتقداتهم، وأی خیانة فی هذا الشأن هی خیانة لمبادئ الإسلام، أی التوحید والنبوة وتعالیم القرآن الکریم.
  2. وقد أثبتت التجربة التاریخیة للشعب المصری والأردن الهاشمی أن الاتفاقات المکتوبة بعنوان تطبیع العلاقات لیست سوى وثائق غیر صالحة ولم یتم قبوله من قبل شعوب هذه البلدان.

 مجتبى فردوسی، خبیر أول فی دراسات غرب آسیا وشمال إفریقیا

  "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است