أزمة کورونا وتزاید عدد الأطفال العاملین فی أفغانستان

بسبب الإضطرابات المتزایدة فی أفغانستان والحروب المستمرة وفقدان رب الأسرة الأفغانیة، یبدو أن الأطفال هم الضحایا الرئیسیون لمثل هذه الإضطرابات. ومن ناحیة أخرى، فهم صناع المستقبل لأفغانستان، وإذا لم یتم توفیر الأرضیة لنموهم وتطورهم، فلن یتحسن الوضع فی هذا البلد.
13 جمادى الأولى 1442
رویت 1163
فاطمة مهرابی

 بسبب الإضطرابات المتزایدة فی أفغانستان والحروب المستمرة وفقدان رب الأسرة الأفغانیة، یبدو أن الأطفال هم الضحایا الرئیسیون لمثل هذه الإضطرابات. ومن ناحیة أخرى، فهم صناع المستقبل لأفغانستان، وإذا لم یتم توفیر الأرضیة لنموهم وتطورهم، فلن یتحسن الوضع فی هذا البلد. یحتاج 3.8 ملیون طفل فی أفغانستان إلى المساعدات الإنسانیة، ویدخل 400 ألف طفل ومراهق أفغانی إلى سوق العمل کل عام، لکن العدید منهم لا یمتلکون المهارات الوظیفیة اللازمة للعثور على عمل وکسب العیش. حل هذه المشکلة یتطلب اهتمام السلطات الأفغانیة والمزید من المساعدة من المنظمات الدولیة.

منذ بدایة تفشی فیروس Quid 19 فی أفغانستان، نفذت الحکومة خططًا لمکافحة الفیروس. کورونا فی افغانستان یستهدف الأسر الأکثر احتیاجاً. بلغ العدد الإجمالی لمرضى Covid19 فی أفغانستان 45490 حتى 24 نوفمبر 2020، وهذا العدد آخذ فی الإزدیاد. فی هذا الصدد، تحسن 36145 شخصًا منذ ظهور فیروس کورونا. وبلغ عدد الضحایا فی هذا البلد 1725 شخصاً.

 

اثار کورونا على إزدیاد عدد الأطفال العاملین فی افغانستان

أدى إنتشار فیروس کورونا إلى زیادة الفقر فی أفغانستان. وتعهدت بعض الدول الأجنبیة بتقدیم المساعدة لمحاربة فیروس کورونا فی بدایة تفشی المرض القاتل. وحتى الآن تمّ توفیر بعض هذه العناصر للحکومة الأفغانیة. على سبیل المثال، تعهّد الإتحاد الأوروبی والبنک الدولی والولایات المتحدة بتقدیم أکثر من 235 ملیون دولار للحکومة الأفغانیة لمحاربة کورونا. غیر واضح مقدار المبلغ المتعهد به الذی تم إتاحته للحکومة، ولکن یبدو أن الحکومة والفقراء الذین فقدوا وظائفهم الیومیة فی أفغانستان ینتظرون وصول المساعدات.

"تظهر إحصاءات جدیدة من وزارة الإقتصاد الأفغانیة أنه مع تفشی فیروس کورونا إرتفع معدل الفقر فی هذا البلد من حوالی 60٪ إلى 70٪".

بحسب آخر إعلان صدر (21 نوفمبر 2020) عن مفوضیة حقوق الإنسان الأفغانیة، قبل أزمة کورونا، کان 6 ملایین طفل فی هذا البلد بحاجة إلى مساعدات إنسانیة، لکن عدد الأطفال المحتاجین فی أفغانستان إرتفع إلى 8.12 ملیون منذ انتشار فیروس کورونا. هؤلاء الأطفال معرضون لخطر المجاعة بسبب وباء کورونا (کوفید19). ووفقًا للتقریر، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائیة فی أفغانستان، إنخفضت القوة الشرائیة للأفراد، بمن فیهم العمال فی البلاد، وفی الشهر الماضی، إرتفع سعر الزیت والطحین فی المدن الکبرى فی البلاد بنسبة 23٪.

‌رغم ذلک، إتخذت الحکومة الأفغانیة خطوات لمکافحة فیروس کورونا، مثل بناء مراکز طبیة خاصة، وتخصیص أموال محددة للمقاطعات، وإنشاء لجنة لمکافحة فیروس کورونا، لکن الیوم، وصول جمیع سکان هذا البلد إلى الخدمات الصحیة لیس بالقدر الذی یمکن فیه مکافحة وباء کورونا.

مع استمرار وباء کورونا والرکود المستمر، یکون الأطفال العاملون وأسرهم أکثر من أی فئة أخرى عرضة للفقر المدقع والجوع، توقف أکثر من 40 فی المائة من الأطفال دون سن الخامسة فی أفغانستان عن النمو بسبب نقص التغذیة السلیمة، ویعانی 10 فی المائة من أطفال البلاد من نقص حاد فی الوزن. تتم رعایة حوالی 700 طفل فی مرافق إصلاحیة فی مقاطعات مختلفة من البلاد. هؤلاء الأطفال دون سن الثامنة عشرة وقد اتهموا بارتکاب جرائم مختلفة. یعمل أکثر من 90 بالمائة من الأطفال فی أفغانستان أکثر من 35 ساعة فی الأسبوع، 50 بالمائة من أطفال الشوارع فی أفغانستان یعملون فی اشغال شاقة، حسب أعمارهم. یموت ما یقرب من ثلاثة وثمانین ألف طفل فی أفغانستان کل عام نتیجة لأمراض مختلفة.

وفقًا للجنة حقوق الإنسان، ینفق الأطفال الأفغان العاملون 81٪ من دخلهم على عائلاتهم، و 8.4٪ على الطعام، و 6٪ على الإیجار، و 4٪ على المدخرات.

لم تُتخذ أی خطوات مهمة لضمان حقوق الأطفال فی أفغانستان. 3.7 ملیون طفل فی هذا البلد محرومون من الوصول إلى مراکز التعلیم. هذا هو الحال فی أفغانستان بلد مزقته الحرب أکثر من أی بلد آخر فی العالم. یضطر الأطفال فی هذا البلد إلى العمل القسری من أجل لقمة العیش بسبب فقدان والدهم وأفراد أسرهم.

وفقًا لتقریر صدر مؤخرًا عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان فی أفغانستان، أدت سنوات الحرب إلى زیادة الفقر وبالتالی زیادة عدد الأطفال العاملین، ویتعین على ربع الأطفال الذین تتراوح أعمارهم بین 5 و 14 عامًا فی أفغانستان العمل لساعات طویلة خلال النهار لإعالة أسرهم. یعمل هؤلاء الأطفال، من الفتیان والفتیات الصغار، بائع متجول فی الشارع، نسج السجاد والأشغال المعدنیة والتعدین والزراعة وصناعة الأحذیة والتسول.

یمکن رؤیة هذا الوضع المؤسف فی جمیع أنحاء أفغانستان الیوم وهو ینمو بالسرعة، حیث حذرت المنظمات الدولیة مرارًا وتکرارًا مسؤولی الحکومة الأفغانیة من اتخاذ خطوات أساسیة لمنع هذه الظاهرة المشؤومة.

 

إستنتاج:

مع الإضطرابات المتزایدة فی أفغانستان والحروب المستمرة وفقدان رب الأسرة الأفغانیة، یبدو أن الأطفال هم الضحایا الرئیسیون لمثل هذه الاضطرابات وینتظرهم مصیر بائس. إن أطفال أفغانستان هم الضحایا الرئیسیون للحرب والإضطرابات فی البلاد، ومن ناحیة أخرى، فهم صناع المستقبل لأفغانستان، الذین لن یتحسن وضعهم إذا لم یتم توفیر الأرضیة لنموهم وتطورهم. وفقًا للیونیسف، بین عامی 2009 و 2018 ، قُتل ما یقرب من 6500 طفل وأصیب حوالی 15000 فی أفغانستان، مما جعل أفغانستان أکثر مناطق الحرب دمویة فی العالم فی عام 2018.

یحتاج 3.8 ملیون طفل فی أفغانستان إلى المساعدة الإنسانیة، و 3.7 ملیون طفل فی سن المدرسة لکنهم لا یذهبون إلى المدرسة، ویعانی 600 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذیة الحاد، ویدخل 400 ألف شاب أفغانی إلى سوق العمل کل عام، ولکن کثیر منهم لا یمتلکون المهارات الوظیفیة اللازمة للعثور على عمل وکسب الرزق.

الفقر والحرب والجهل بحقوق الأطفال وارتفاع معدلات الموالید وإدمان الوالدین على المخدرات ومرض الوالدین، معروفون کعوامل فی زیادة أطفال الشوارع فی أفغانستان وهجرتهم إلى الدول المجاورة للعثور على عمل ، وخاصة فی إیران.

  "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است