تحذیر استراتیجی لجمهوریة إیران الإسلامیة فی عهد الرئاسة الرابعة عشرة: منع انفصال إیران

کما ذکرت سابقًا فی مقال بعنوان التطور أو التکامل فی السیاسة الخارجیة قبل بدء حملات المرشحین المحترمین للرئاسة، یجب على حکومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، من خلال نهج تطوری، أن تکون رائدة و مُمهدة لمبادئ السیاسة الخارجیة العامة للجمهوریة الإسلامیة المنصوص علیها فی القوانین والوثائق المرجعیة.
۲۷ خرداد ۱۴۰۳
رویت 347

کما ذکرت سابقًا فی مقال بعنوان "التطور أو التکامل فی السیاسة الخارجیة" قبل بدء حملات المرشحین المحترمین للرئاسة، یجب على حکومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، من خلال نهج تطوری، أن تکون "رائدة" و "مُمهدة" لمبادئ السیاسة الخارجیة العامة للجمهوریة الإسلامیة المنصوص علیها فی القوانین والوثائق المرجعیة. وبشکل خاص، یجب على جهاز الدبلوماسیة للحکومة الرابعة عشرة أن یمهد الطریق ویهیئ الظروف لعمل المؤسسات الحکومیة وغیر الحکومیة التی تسعى إلى اتخاذ "خطوة إلى الأمام" فی مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة والبیئة. من أجل تنفیذ "خارطة الطریق" التی حددها القائد الأعلى للثورة الإسلامیة سابقًا فی السیاسات العامة المتعلقة بجهاز الدبلوماسیة فی البلاد. لا ینبغی إحداث تحول عمیق من خلال خطط "خیالیة إلى اللا مکان"، بل ستؤدی هذه الخطوات القصیرة ولکن المستمرة على مدار 10 سنوات إلى تغییر وتطور تدریجی وإیجابی.

أحد التهدیدات الخفیة التی تواجه المصالح الوطنیة للبلاد والتی ستظهر آثارها المدمرة تدریجیاً هو عملیة "انفصال إیران Irrelevance" عن الاقتصاد السیاسی الإقلیمی والعالمی.  هذه عملیة بدأت منذ فترة و ستظهر آثارها المدمرة تدریجیاً. إذا لم یتم اتخاذ التدابیر والإجراءات اللازمة لمواجهة هذه العملیة المدمرة الآن، فإن "الأمن الوجودی" للبلاد سیواجه مخاطر جدیة فی المستقبل القریب.

ما هو الانفصال؟ وما هی سماته؟

الانفصال (Irrelevance ) هو عملیة تتحول فیها "الشخص أو المنظمة أو الدولة إلى "مشکلة" فی أذهان الآخرین ، وتُعتبر التفاعلات معها مکلفة من حیث العقلانیة التکلفة-الفائدة ، وبالتالی یتم إخراجها تدریجیاً من دائرة الاتصالات."

تشیر مراقبة نهج الدول المختلفة تجاه الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة إلى أن إیران أصبحت تدریجیاً "مشکلة" فی الخطاب السائد فی النظام الدولی والإقلیمی ، وبالتالی دخلت فی إدراک الدول فی عملیة الانفصال حتى من قبل الدول الصدیقة.

کیف؟

یُظهر تحلیل خطاب السیاسة الخارجیة للحکومات المختلفة فی مناطق مختلفة من النظام الدولی ما یلی:

  • تعتبر الولایات المتحدة إیران "دولة معارضة".
  • تعتبر أوروبا إیران "دولة تعارض الشعب وتخل بالنظام العالمی".
  • تعتبر الصین إیران "دولة ذات إمکانیات محدودة للتعاون".
  • تعتبر روسیا إیران "دولة ذات إمکانیة التعاون التکتیکی بهدف المساومة مع الغرب".
  • تعتبر دول شرق آسیا إیران "دولة مخلة بالنظام".
  • تعتبر الجهات الفاعلة المؤثرة فی الشرق الأوسط إیران "دولة تهدید ومنافسة ذات قوة سلبیة".

من هذه النهج ، یمکن استخلاص نتیجة قاطعة وهی:

لقد أصبحت إیران "مشکلة" بالنسبة للعدید من الدول ، حتى الدول الصدیقة. یُعنی تحولها إلى مشکلة دخولها فی قناة "الانفصال" ، وإذا لم یتم اتخاذ أی تدابیر أو إجراءات بشأن الانفصال ، فسوف یؤدی ذلک إلى "تغییر الآخرین" فی النظام الدولی والإقلیمی. التغییر فی النظام الدولی ینطوی بالتأکید على مخاطر على تلک الدولة.

مؤشرات انفصال الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی المنطقة والنظام الدولی:

یمکن الآن ملاحظة بعض علامات عملیة انفصال الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی المنطقة والنظام الدولی، تشمل:

  1. تمکنت منظمة أوبک من إدارة خفض إنتاج النفط الإیرانی من خلال آلیاتها التنظیمیة الذاتیة، وحتى الإلغاء الکامل لإیران فی إنتاج النفط وتسویقه لن یشکل تحدیًا کبیرًا لهذه المنظمة.
  2. أدت الأنظمة العقوبات المفروضة على اقتصاد وتجارة إیران إلى مواجهة إیران لتحدیات جوهریة فی المشارکة فی شبکة التجارة الإقلیمیة والعالمیة.
  3. أدت الأنظمة العقوبات المفروضة على إیران إلى مواجهة حتى الدول الصدیقة والجارة لتحدیات جوهریة فی التبادلات التجاریة والاقتصادیة مع إیران.
  4. "کون إیران مشکلة" فی المجالات الأمنیة والسیاسیة حال دون الاستثمار الأجنبی فی إیران، بل أدى أیضًا إلى فرار رأس المال المحلی من إیران، مما سیؤدی تدریجیًا إلى عدم تطویر البلاد وتوسیع الفجوة مع الدول المجاورة.
  5. أدى الاستبعاد التدریجی لإیران من الممرات الدولیة الرئیسیة (العبور من الطرق الدائریة بدلاً من العبور من إیران) إلى رکود الموانئ البحریة الإیرانیة مثل بندر عباس وجابهار.
  6. الحرب النفسیة ضد إیران باعتبارها "لاعبًا یزعزع السلام فی الشرق الأوسط" عززت إدراک الدول بأن إیران "مشکلة".
  7. "مشروع ربط إیران إدراکیاً بروسیا فی حرب أوکرانیا" عزز إدراک "إیران کلاعب یسعى للحرب".
  8. انتقال دول الخلیج الفارسی من استراتیجیة "البقاء" إلى استراتیجیة "التنمیة" یزید من التمییز الإدراکی بین إیران وسائر دول المنطقة ویحول إیران إلى استثناء فی الشرق الأوسط.
  9. الطاقة الزائدة لإیران فی البیئة الدولیة (مواجهة الولایات المتحدة) والبیئة الشامیة (مواجهة الکیان الصهیونی) قللت من إمکانیة فعالیة إیران فی البیئة الأفروآسیویة وبیئة القوقاز وبیئة الخلیج الفارسی وبیئة آسیا الوسطى، وساهمت بشکل غیر مقصود فی عملیة انفصال إیران فی هذه البیئات.
  10. وأخیرًا، فإن التریاق لمواجهة الانفصال (Anti act) هو "السیاسة والأمن تابعان للاحتیاجات الاقتصادیة". ولکن فی إیران، الاقتصاد عبارة عن دائرة على هامش دائرة السیاسة والأمن الکبیرة.

لذلک، فإن القضیة الکبرى للسیاسة الخارجیة للحکومة الرابعة عشرة هی تحدید علامات الانفصال واتخاذ التدابیر والإجراءات لإنشاء اتجاهات مضادة للانفصال.

سید محمد حسینی، خبیر رفیع المستوى فی مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة

  "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است