استیعاب و تأمل الإتفاقیة بین ایران و المملکة العربیة السعودیة

إن التطورات السیاسیة التی یتم إنشاؤها فی سیاق الاستقرار السیاسی وفی قلب الاتجاهات لدیها القدرة بشکل عام على التنبؤ والتخطیط الاستراتیجی، ومع ذلک ، من الصعب للغایة التنبؤ والتخطیط للتطورات التی یتم إنشاؤها فی سیاق عدم الاستقرار والبیئة الملیئة بالأحداث. فی هذه الحالة ، من منظور نظریة الفوضى، بدلاً من التنبؤ ، یجب التفکیر فی "مستقبل محتمل" فی المستقبل، کما یجب تخطیط خریطة الطریق بشکل استراتیجی على أساس "السیناریوهات المحتملة المرسومة فی المستقبل".
18 رمضان 1444
رویت 483
سید محمد حسینی

إن التطورات السیاسیة التی یتم إنشاؤها فی سیاق الاستقرار السیاسی وفی قلب الاتجاهات لدیها القدرة بشکل عام على التنبؤ والتخطیط الاستراتیجی، ومع ذلک ، من الصعب للغایة التنبؤ والتخطیط للتطورات التی یتم إنشاؤها فی سیاق عدم الاستقرار والبیئة الملیئة بالأحداث. فی هذه الحالة ، من منظور نظریة الفوضى،  بدلاً من التنبؤ ، یجب التفکیر فی "مستقبل محتمل" فی المستقبل، کما یجب تخطیط خریطة الطریق بشکل استراتیجی على أساس "السیناریوهات المحتملة المرسومة فی المستقبل".

یجب أیضاً شرح البیان الثلاثی الصادر فی 10 مارس 2023 بین إیران والمملکة العربیة السعودیة والصین وتحلیله فی البیئة غیر المستقرة والمضطربة والملیئة بالأحداث فی غرب آسیا والنظام الدولی. بناءً على ذلک ، و بدلاً من التنبؤ و الموافقة، من الضروری أولاً وصف و شرح العلاقات بین إیران والمملکة العربیة السعودیة فی الماضی والحاضر، ثم من خلال وضع العقل فی جغرافیة المستقبل، و من ثم التفیکر فی سیناریوهات مختلفة وفی المرحلة النهائیة یجب الموافقة و وصف السیناریو.

وصف و تفسیر العلاقات الإیرانیة و المملکة العربیة السعودیة یتطلب إجابات على ثلاثة أسئلة.  ما هو، لماذا و کیف؟

  • علی أی أساس و سناریو ترتکز العلاقات بین إیران والسعودیة؟
  • لماذا قررت إیران والسعودیة إدارة وضبط التوترات فیمابین؟
  • کیف یمکن استغلال الحدث الحالی فی إقامة علاقات مستقرة وطویلة الأمد بین إیران والسعودیة؟

تتطلب الإجابة على السؤال الأول وصفاً تاریخیاً للعلاقات الإیرانیة السعودیة. یحدد دور العوامل الداخلیة، العوامل الجیوسیاسیة والعوامل الأیدیولوجیة وبنیة النظام الدولی فی علاقات فیمابین المؤلفات و السناریوهات الرئیسیة للعلاقات الإیرانیة-السعودیة.

تظهر الأبحاث التاریخیة أن العوامل الجیوسیاسیة وبنیة النظام الدولی کانت أکثر فاعلیة من العوامل الداخلیة والأیدیولوجیة فی العلاقات بین البلدین.

الجواب على السؤال الثانی یتطلب تحلیلا تاریخیا. خلال نصف القرن الماضی ، کان هناک دائمًا نوع من المواجهة بین إیران والمملکة العربیة السعودیة ، و هذة المواجهة کانت أحیاناً نشطة وأحیاناً غیر نشطة. (Active& none active confrontation)

یبدو أن نفس الإطار النظری نفسه یفسر المواجهة الغیر نشطة الإیرانیة مع السعودیة فی السنوات التی تلت الحرب المفروضة (1991-2003) وبعد حرب الـ33 یوماً (2006-2010)، هو الذی یشرح إرادة قادة إیران والسعودیة الیوم. فی السنوات المذکورة ، أدى "التغییر فی میزان القوى" لصالح إیران و قبول تفوق إیران فی المعادلات الإقلیمیة بالسعودیة إلى تهدئة التوترات مع إیران. وفیما یتعلق باتفاقیة الیوم ، یجب أن نناقش أن موازین القوى فی المنطقة قد تغیرت لصالح أی من الطرفین.

من وجهة نظر یمکن القول إن میزان القوى تغیر لصالح السعودیة ومن وجهة نظر أخرى لصالح إیران. الجدید فی وضع الیوم مقارنة بالماضی هو التدخل الإیجابی لقوة أجنبیة تقارب مصالح الدول الثلاث إیران والسعودیة والصین. من وجهة النظر التحلیلیة ، کان هناک عاملین فاعلین فی إرادة البلدین. أولاً: تغییر میزان القوى فی الأمور الاقتصادیة والسیاسیة لصالح السعودیة وتغییر میزان القوى فی الشؤون العسکریة والأمنیة لصالح إیران؛ والآخر هو تقارب المصالح الاستراتیجیة للدول الثلاث فی الاستقرار.

الجواب على السؤال الثالث یتطلب البحث فی المستقبل. فی هذا السیاق، ینبغی استقراء الاتجاهات والأحداث الرئیسیة من أجل تحدید الدوافع المستقبلیة فی العلاقات الإیرانیة السعودیة فی السنوات القادمة. للإجابة على السؤال الثالث ، من المهم للغایة اعتبار بیان 10/مارس "نقطة انطلاق للعلاقات". ثم من خلال تحلیل نقاط الضعف والقوة فی جمهوریة إیران الإسلامیة والفرص والتهدیدات البیئیة ، دعونا نجلس على مفترق طرق الضعف/ القوة/ التهدید/ الفرصة، ونرسم السیناریوهات المستقبلیة بهدف المستقبل  وفی النهایة، بناءً على الأهداف الإستراتیجیة للجمهوریة الإسلامیة فی المنطقة، دعونا نرسم خریطة الطریق للعلاقات بین إیران و المملکة العربیة السعودیة.

سید محمد حسینی، خبیر فی مرکز الدراسات السیاسیة الدولیة

  "إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

 

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است