عودة خطیرة للولایات المتحدة إلى سیاسة التخصیب الصفری فی إیران

فی ۱ یولیو ۲۰۱۹ أصدر البیت الأبیض بیاناَ صرح فیه أنه یجب علینا إستعادة معیار وسیاسة التخصیب الصفری فی إیران.
12 ذو القعدة 1441
رویت 1727
کامبیز شیخ‏ حسنی

فی 1 یولیو 2019 أصدر البیت الأبیض بیاناَ صرح فیه أنه یجب علینا إستعادة معیار وسیاسة التخصیب الصفری فی إیران. قال المبعوث الأمیرکی الخاص لإیران فی وزارة الخارجیة الأمریکیة بریان هوک فی تقریر 30 ینایر 2020 لمسؤولی الوزارة المعنیین: "نرید رجوع الشعوب الأخرى إلى معیار مجلس الأمن الدولی الذی یرتکز على أن لا تخصیب للإیران والذی تم التخلی عنه من قبل الإتفاق النووی الإیرانی ویجب استعادته. أکثر من نصف دول العالم التی لدیها برنامج نووی سلمی لا تقوم بالتخصیب. لا حاجة للتخصیب. نحتاج إلى استعادة معیار وقف التخصیب فی إیران ... وإذا اردتم التخلص من الجدل حول ما مدى قرب إیران من امتلاک سلاح نووی؟، نحن بحاجة إلى استعادة معیار عدم التخصیب." ویشیر ذلک إلى عودة الإدارة الأمریکیة الحالیة إلى السیاسة الفاشلة للتخصیب الصفری فی إیران. بالطبع، الجمیع یعلم أنه وفقاً للفقرة 4 من معاهدة عدم الإنتشار النووی والتی إیران عضو فیها منذ عام 1968، جمیع الدول الأعضاء لدیهم حق غیر قابل للتصرف فی إمتلاک الطاقة النوویة السلمیة ولیس هناک حظر على التخصیب، کإحدى الخطوات المطلوبة لأی دولة للحصول على دورة کاملة لبرنامج نووی سلمی.

ینص نص المادة 4 على ما یلی:

"لاینبغی تفسیر أی موضوع فی هذه المعاهدة بطریقة تؤثر على حق الحلفاء الذی لایمکن إنکاره فی مجال البحوث، إنتاج واستخدام الطاقة النوویة للأغراض السلمیة. یجب أن یتم ذلک دون تمییز ووفقا للمادتین 1 و 2 من هذه المعاهدة." ولذلک مطلب الولایات المتحدة للتخصیب الصفری فی إیران مخالف للمعاهدات الدولیة مثل معاهدة عدم الانتشار (NPT)، والتزامها الصریح لخطة العمل الشاملة المشترکة (JCPOA) وقرار مجلس الأمن الدولی رقم 2231. تعرف الولایات المتحدة جیداً أنها یجب أن تتراجع و أن تعترف فی حق الشعب الإیرانی غیر القابل للتصرف فی التخصیب کجزء أساسی من دورة البرنامج النووی المکتمل.

عندما بدأت الولایات المتحدة فی خلق أزمة مصطنعة حول البرنامج النووی الإیرانی فی عام 2003 ونقض نتیجة عامین ونصف من المفاوضات بین إیران والدول الأوروبیة الثلاث، ألمانیا وبریطانیا وفرنسا والذی تم الحصول علیه فی عام 2005 وکانت المشکلة الأکبر هی مبدأ عدم قبول التخصیب فی إیران. فی 2 فبرایر 2005 صرح بوش الإبن فی خطابه السنوی: "نحن نعمل مع حلفائنا الأوروبیین للتوضیح لإیران أنه یجب علیها التخلی عن برنامج التخصیب." بالطبع، کان هذا مطلبًا غیر منطقی وغیر قانونی. قال السناتور جون کیری فی مقابلة مع الفاینانشیال تایمز فی یونیو 2009:

"إن حجة إدارة بوش بشأن عدم التخصیب فی إیران سخیفة ...؛ لأنه بالنسبة للکثیرین یبدو غیر منطقی ... من حقهم أن یکون لدیهم برنامج سلمی للطاقة والتخصیب." لذلک عندما تخلت الولایات المتحدة عن هذه السیاسة الحتمیة خلال رئاسة أوباما، حلت القضیة النوویة خلال المحادثات السریة فی فبرایر 2013 والتی بدأت فی عمان وانتهت بالحصول على اتفاق خطة العمل الشاملة المشترکة (JCPOA) عام 2017.

لذا یجب تذکیر المسؤولین الأمریکیین أنه عندما تسببت واشنطن فی أزمة نوویة مصطنعة عام 2003 ، کان لدى إیران عدد قلیل من جهاز الطرد المرکزی من الجیل الأول وتم التخصیب على مستوى محدود للغایة، بما یسمى مستوى  المختبر. ولکن عندما غیر الإتجاه تمامًا واحترم حق التخصیب للشعب الإیرانی، کان لدى إیران أکثر من 20.000 جهاز طرد مرکزی. تمتلک إیران الیوم صناعة واسعة فی مجال العلوم النوویة وکیفیة استعماله.

نجحت الجمهوریة الإسلامیه الإیرانیة فی تخصیب 20 فی المائة وتنتج الوقود الذی یحتاجه مفاعل أبحاث طهران مع الإعتماد الکامل على القدرة المحلیة. تمکن العلماء الإیرانیون من بناء أجهزة طرد مرکزی طبیة یتم تداولها بسرعة 60 ألف دورة فی الدقیقة. یجری البحث والتطویر على نطاق واسع فی مجال الدفع النووی، الأمر الذی یتطلب مستوى أعلى بکثیر من التخصیب والإستخدام السلمی للطاقة النوویة. الأجیال الخمسة عشر من أجهزة الطرد المرکزی الجدیدة، بما فی ذلک IR6 و IR9، والتی تم بناؤها بمساعدة العلماء والمقاومة النموذجیة للشعب الإیرانی وتم اختبارها واستخدامها، ولدیها قوة تخصیب 50 إلى 70 مرة أکثر من الجیل الأول من أجهزة الطرد المرکزی.

تود إیران ذلک فی إطار القوانین الدولیة والتزاماتها وأن تنتفع من أی تقدم علمی، بما فی ذلک صناعة الطاقة النوویة السلمیة ولیس هناک أی دولة لدیها الحق أو السلطة فی القضاء على حق الشعب الإیرانی فی تملک الطاقة النوویة. لذلک، فإن إعادة اختبار عزم الشعب الإیرانی وعودة ترامب إلى السیاسة الفاشلة لإدارة بوش بعد 15 عامًا هی خطأً استراتیجی. ویمکننا أن نقول على وجه الیقین أنهم سوف یواجهون هزیمة أکثر خطورة. هذه المرة، خیارات إیران أوسع نطاقاَ ومعرفتنا النوویة أکثر انتشاراَ.

"إن المعلومات والآراء الواردة تمثل آراء المؤلفین ولا تعکس وجهة نظر مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة"

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است