عقد اجتماع إفتراضی بین إیران وصربیا بعنوان "إیران، صربیا والعالم فی ظل وباء کورونا" بالتعاون مع مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة ومعهد السیاسة الدولیة والإقتصاد یوم الإثنین 17 أغسطس 2020، برعایة مرکز الدراسات.

المتحدثون فی هذا الإجتماع الإفتراضی هم: السادة سید محمد کاظم سجادبور رئیس مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة، سید مجید قافله باشی نائب رئیس المرکز فی شؤون الأبحاث والدراسات، کیهان برزکر أستاذ جامعی فی العلاقات الدولیة، حسن أحمدیان أستاذ فی جامعة طهران، سردان کراتش باحث أول ونائب رئیس معهد السیاسة الدولیة والاقتصاد، رشید حسن بور سفیر جمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لدى صربیا، دراجان تودورویتش سفیر جمهوریة صربیا لدى إیران، مهدی عابدی المدیر العام لإدارة شرق أوروبا فی وزارة الخارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، میلوس بریشیک مدیر الشؤون الإقلیمیة فی وزارة الخارجیة الصربیة، فلادیمیر ترابارا الباحث ومدیر مرکز الدراسات الأوروبیة الأطلسیة فی معهد السیاسة الدولیة والاقتصاد، اقبالی زارتش خبیر اول فی مرکز الدراسات، سلوبودن دجانکوفیتش رئیس مرکز البلدان المجاورة والمتوسطیة فی معهد السیاسة الدولیة والاقتصاد، دوشان بروکوفیتش مدیر مرکز الدراسات الأوروبیة الآسیویة فی معهد السیاسة الدولیة والاقتصاد.    

رکز الجزء الأول من المائدة المستدیرة على موضوع  "العالم فی ظل الکورونا وعلاقات ثنائیة بین إیران وصربیا"، للإجابة على الأسئلة التالیة: ما هی السیناریوهات المحتملة للعلاقات الإیرانیة الصربیة بعد التطورات الجدیدة؟ ما هی المجالات المحتملة لتعزیز التعاون الثنائی؟ کیف سیکون العالم ما بعد کورونا وما هی الآفاق والسیناریوهات المحتملة للعالم؟

رکّز الجزء الثانی من اللقاء بعنوان "القضایا الإقلیمیة: الترکیز على الأزمة السوریة ومنطقة الخلیج العربی والبلقان وتطورات الاتحاد الأوروبی "، للإجابة عن هذه الأسئلة: ما هی التطورات الأخیرة فی البلقان والخلیج الفارسی والإتحاد الأوروبی؟ ما هی فرص وتحدیات التعاون المتبادل؟

وکانت أهم القضایا التی أثیرت فی الإجتماع على النحو التالی:

رسمیًاَ، تتمتع البلدین بعلاقات ودیة للغایة منذ أکثر من 70 عامًا. تاریخیاَ، فی سبتمبر 1900، زار شاه إیران مملکة صربیا. صربیا مهتمة بالتعاون مع إیران فی مختلف المجالات. لقد تواصلوا إیران وصربیا على الدوام مع بعضهم البعض والتقوا على مستویات سیاسیة عالیة. من وجهة نظر صربیا، نظرًا لوجود العدید من الجیران لإیران، یمکن أن تتواجد البلدان فی السوق الثالث (مثل أوزبکستان وطاجیکستان وترکمانستان وأفغانستان والعراق وما شابه). لطالما دعم البلدان مواقف بعضهما البعض فی المنظمات الدولیة. لطالما دعمت إیران وحدة أراضی صربیا. على الرغم من العقوبات الأمریکیة ضد إیران، یحاول البلدان دائمًا تعزیز علاقاتهما الاقتصادیة.

لقد أضر وباء الکورونا بالعلاقات الإجتماعیة والدولیة، وعلى المدى الطویل ستزداد الفوضى. کما فی فترة ما بعد الحرب الباردة، تطورت نظریات العلاقات الدولیة، هناک حاجة الآن لمناهج نظریة جدیدة لهذه الفترة بالإضافة إلى فترة ما بعد کورونا. لقد أظهر الکورونا أن الأدوات العسکریة وحدها لم تعد مناسبة الیوم لکن هناک عوامل أخرى للقوة والأمن. فی غضون ذلک، تعتبر "الدبلوماسیة" الأداة الأکثر فاعلیة للتعامل مع تحدیات العصر الحالی.

منطقة البلقان هی مسرح التنافس الجیوسیاسی بین القوى العظمى. بعد انهیار الإتحاد السوفیتی السابق، اتخذت روسیا تواجدًا نشطًا فی المنطقة من خلال تبنی نهج جیوسیاسی یهدف إلى منع تحقیق المصالح الجیوسیاسیة للولایات المتحدة. من وجهة نظر روسیا، منطقة البلقان هی منطقة نفوذها التقلیدیة تتمثل سیاستها فی الحد من توسع الناتو، والسیطرة على طرق نقل الطاقة الخاصة به، وإقامة علاقات ودیة مع دول المنطقة على أساس الثقافة والدین والتاریخ المشترک. یهدف دعم روسیا لصربیا أیضًا إلى الحد من توسع الناتو. تحاول روسیا إبعاد القوات الأمریکیة عن حدودها ومنع زعزعة الإستقرار الداخلی. فی هذا السیاق، تعتبر سیاسة روسیا فی الشرق الأوسط دفاعیة ولیست هجومیة.

سعت الولایات المتحدة دائمًا إلى تحقیق هدف توسیع الناتو والتواجد العسکری فی المنطقة، وهو ما تعارضه صربیا والبوسنة والهرسک. من وجهة نظر الغرب، کان هذا الجزء من أوروبا عائقًا أمام توسع الإتحاد السوفیتی السابق ثم روسیا إلى البحر الأبیض المتوسط. بشکل عام، یسعى الغرب إلى تحقیق ثلاثة إنجازات إستراتیجیة من خلال السیطرة على دول البلقان والمسارات الإستراتیجیة للمنطقة: 1) عرقلة وخنق روسیا من خلال عدم السماح لها بأن یکون لها حلفاء فی ساحل البلقان (إستراتیجیة الناتو للسیطرة على القسم الساحلی) ومن خلال منع روسیا من الوصول إلى شرق البحر الأبیض المتوسط؛ 2) السیطرة على الاتحاد الأوروبی من خلال التسلل بین الأعضاء الجدد؛ 3) مواجهة السیاسات الإقتصادیة الصینیة ونفوذها فی المنطقة من خلال تبنی السیاسات الإقتصادیة والدبلوماسیة.

یمکن تلخیص تطورات وخصائص منطقة غرب آسیا والشرق الأوسط من حیث أهمیة قضایا المنطقة، لا سیما من حیث انتشار الإرهاب والهجرة إلى المناطق المجاورة ومنها البلقان، فی أربع حالات: 1) عدم الإستقرار المستمر بسبب الأزمات العدیدة والقدیمة فی هذه المنطقة. 2) الصراع بین الجهات الفاعلة المؤیدة للوضع الراهن وأولئک الذین یرغبون فی تغییره، مما یؤدی إلى استخدام أی أدوات (من قبل الجهات الفاعلة فی المجموعة الثانیة) وکذلک جلب جهات فاعلة من خارج المنطقة إلى هذه المنطقة؛ 3) الصراع بین مؤیدین تدویل المنطقة (مثل الإمارات العربیة المتحدة والمملکة العربیة السعودیة) وأولئک الذین یسعون إلى حلول إقلیمیة لتحقیق الإستقرار والسلام الدائمین فی المنطقة. 4) نهج أحادی الجانب تجاه الأطر والمقاربات متعددة الأطراف التی تشمل انتهاکات القانون الدولی وعدم إهتمام الولایات المتحدة بآلیات الأمم المتحدة (مثل قضیة خطة العمل الشاملة المشترکة - JCPOA).